رئيس التحرير
عصام كامل

وائل جسار: أي مطرب يغني للأشخاص وليس للوطن يكتب نهايته الفنية

فيتو

  • قلبي مُعلق بـ"الأوبرا".. وجدي سبب عشقي للأغاني الدينية
  • صوت فيروز عاش لأنه عبر عن هموم الجمهور 
  • هناك من انزعج من استفتاء اختيارى المطرب الأول في مصر 
  • زوجتي "وش السعد" في مشواري.. وتعلمت منها الهدوء والبعد عن العصبية
  • لا أجازف بالتعاطي مع أي لون غنائي لا أقتنع به 
  • تغيبت عن مهرجان الموسيقى العربية سابقا لأسباب خارجة عن إرادتي 
  • لا يجب على الفنان التقوقع داخل لون محدد من الغناء لأنه فنان شامل
  • أنتمى لمدرسة عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وأم كلثوم ووديع الصافي

لا يسعك إلا أن تصدقه حين تستمع إلى صوته، فتشعر أنك في حالة حب لو كانت أغنيته رومانسية، وينزف قلبك على الصوت نفسه إذا اكتست الأغنية بطابع الحزن.. ففي حضرة الفنان اللبناني الكبير وائل جسار لا يسعك إلا أن تصدق إحساسه الذي كان بمثابة كلمة السر، والمفتاح الذي دلف به إلى أبواب قلوب الجمهور في جميع أنحاء الوطن العربي، الذي بات يعتبره واحدا من أبرز مطربي الألفية الجديدة.
تميز جسار لا يكمن فقط في قدراته الصوتية وإنما في ذكائه، حيث استطاع الحفاظ على الطابع الأصيل والعربي في أغنياته أيًا كان لونها، مع إضافة لمسات عصرية تتناسب مع طابع كل أغنية، ما جعل الجمهور من حوله يشعر بأنه يمنحهم العصرين في آن واحد، ففي حنجرته تشم عبق زمن الفن الجميل، وتحمل روحه حداثة العصر وتركيباته الجديدة.
بعد غياب 20 عاما عاد جسار إلى الوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية، مشاركا في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الأخيرة، حيث كانت الأوبرا من أوائل المسارح التي استضافت موهبة جسار على خشبة مسرحها.
على هامش مشاركته في المهرجان فتح النجم اللبناني الكبير قلبه لـ"فيتو"، وتحدث عن أسباب غيابه عن الأوبرا طيلة تلك السنوات، ودور جده في عشقه للأغاني الدينية، وكيف غيرت زوجته من شخصيته؟.. وتفاصيل أخرى نتعرف عليها في الحوار التالي:

* تعود إلى مسرح الأوبرا بعد غياب 20 عاما، فما شعورك بعدما أصبحت من كبار النجوم في الوطن العربي؟
كان لي الشرف أن أغني على مسرح الأوبرا في بداياتي الفنية، ومع مرور الزمن اكتسبت الخبرة، ونمت قدراتي أكثر فأكثر، فمسرح الأوبرا لا يمكن لأي شخص الغناء عليه إلا إذا امتلك القدرات والمقومات التي تؤهله للغناء، فوق المكان الذي وقف على خشبته كبار المطربين العرب، لذا أشكر الأوبرا على ثقتها بي في بداياتي الفنية، تلك الثقة التي أهلتني للوصول حاليًا إلى المقدمة، وأشكرها مرة أخرى على استضافتها للمرة الثانية التي أحمل لها كثيرا من الحماس والشغف داخلي.. فأنا من محبي مهرجان الموسيقى العربية والأوبرا.

* ذلك الغياب الطويل عن دار الأوبرا.. هل كان وراءه أسباب محددة؟
لا توجد أسباب محددة، وإنما هو عدم توافق بين مواعيد المهرجان ومواعيدي الشخصية، فكثيرا ما تواصلت معي إدارة المهرجان للاستضافة والمشاركة في دوراته السابقة، ولكن حظي كان يجعل موعد المهرجان سنويًا يتوافق مع ارتباطات عمل آخرى لا يمكنني الاعتذار عنها، وهذا ما كان يحدث دائمًا للأسف، ولكن قلبي كثيرا ما خفق بحب مهرجان الموسيقى، وبقى معلقا بدار الأوبرا والشعب المصري العظيم.

* تردد أنك تنوي خوض التجربة الدرامية ولكنك في حالة تردد ما السبب؟
حقيقة، أشعر برغبة في دخول عالم التمثيل، ولكن أيضًا أشعر بتردد شديد بالفعل، وأعتقد أنني لن أحسم هذا التردد الذي يجول في صدري حتى أجد نفسي وروحي في عمل جيد يتم تقديمه لي، وعندما أشعر أن الوقت بالفعل قد حان لدخول هذا العالم الجديد نسبيًا.. وعلى الرغم من هذا التردد الذي يتملكني، إلا أنني أشعر أن لدى الكثير من الأشياء والقدرات التي يمكنني تقديمها لعالم التمثيل، ولكني أتفاءل بمقولة "كل تأخيرة وفيها خيرة".

*رغم الزخم الذي تعيشه هذه الفترة بسبب كثرة حفلاتك الفنية، إلا أنك تفاضل بين أغنيتين إحداهما باللهجة المصرية والأخرى باللبنانية فحدثنا عنهما وأيهما ستختار؟
اخترت بالفعل الأغنية ذات اللهجة المصرية، وذلك لأنه منذ فترة لم أطرح أي أغنيات مصرية جديدة، وسيتم تسجيل الأغنية قريبًا للاستعداد لطرحها، وأعتقد أن الجمهور المصري الذي أكن له كل الاحترام والتقدير ستعجبه.

* لماذا يتجه المطربون حاليًا إلى إنتاج الأغاني السينجل عوضًا عن الألبومات الكاملة؟
لأننا في زمن رواج الأغنية، خاصة أنه عند طرح الألبومات يكون الألبوم مكونا من عدد أغاني كبير وتنجح منه أغنية أو اثنتان فقط، ليجد الفنان نفسه أمام أزمة ضياع مجهوده وتعبه في إعداد تلك الأغاني.. لذا يوفر "السينجل" هذا المجهود، لأنك تستطيع الترويج لكل أغنية تطرحها بالشكل الكافي والمناسب لها، فتصل بشكل أسرع للجمهور ويستمع إليها بشكل أفضل.


* هل تسببت نتيجة استفتاء أنك المطرب الأول في مصر وتصريحاتك بأنك الأقرب لقلب المصريين، في إزعاج زملائك في الوسط الفني؟
على الرغم من كوني لا أستطيع الدخول إلى قلوب الزملاء، إلا أنه بالتأكيد هناك من ينزعج، وهناك من لا يصدق من الأساس، على الرغم من كونها استفتاءات رسمية وموثقة بأرقام وإحصائيات لا تقبل مجالا للشك.

* مازلت متأثرا بجدك القارئ الديني، هل هذا أحد أسباب غنائك الأغاني الدينية وقربها من قلبك؟
بالفعل تأثرت بجدي، والغناء الديني من أهم مراحل حياتي الفنية التي أصدرت خلالها ألبوما كاملا دينيًا، ولكن جدي منذ البداية اختار طريقه في الإنشاد والأغاني الدينية، فيما كنت أنا أحب سماع الأغاني العادية، وهو ما دفعني للتوجه للأغاني ذات الطابع الرومانسي والأكثر تماسًا مع القلب والمجتمع.

*معظم أغانيك ذات طابع رومانسي وقليل منها اجتماعي أو وطني.. فهل تحاول تجنب التخصص في لون محدد من الغناء؟
أنا عن نفسي أقدم كافة الألوان الغنائية، فما دمت أجيد اللون وتقديمه، فلماذا أتراجع أو أرفض غناء ألوان مختلفة، ولا أحب للفنان أن يتقوقع داخل نفسه على لون محدد من الغناء، وإنما هو بالأساس فنان شامل وعليه غناء جميع الألوان ما دام يجيدها.

*برأيك هل يأسر المطرب الوطني نفسه في قالب لا يستطيع الخروج منه؟
يمكنه الخروج من هذا القالب إذا كان غناؤه الوطني للوطن ككل، أي لا يتم حسابه على فئة بعينها في الوطن، أو تكون أغنياته لأشخاص، فما دام المطرب غنى لوطنه بكافة طوائفه وفئاته سيظل في الجانب المحمود من الغناء الوطني، ولكن إذا توجه للغناء للأشخاص فهنا تكون نهايته الفنية، وسيظل طيلة مشواره الفني محسوبا على أشخاص وفئات، وهو مالا يعطي الحرية للفنان.

* جميعنا نصف فيروز بأنها المعبر عن همومنا سواء الوطنية أو العاطفية، فهل باتت المثل الأعلى لمطربي لبنان؟
فيروز من الأصوات التي نعتز بها، ليس فقط في لبنان وإنما الوطن العربي ككل، ومن الممكن أن يكون لبنان من أكثر البلاد كونها الوطن الأم لها، فأغاني فيروز بالفعل تعبر عن همومنا وحياتنا اليومية، وأكثر ما أفخر به وأحاول الاقتداء به في مسيرة فيروز هو أن أغنياتها لا تموت، فهى معلمتنا وأستاذتنا في الفن، فهي المثل الأعلى والنبع الذي ننهل منه.

* ما المخاطرة الفنية التي يبتعد عنها وائل جسار دائما في مشواره الفني ؟
ألا أقدم لونا غنائيا لست مقتنعا به، حتى لو أنني أملك القدرة على أدائه بشكل بارع، فالبراعة في الأداء لا تعنى بالضرورة الاقتناع، لذا لا أجازف بالتعاطي مع أي لون غنائي لا أقتنع به أو لا أشعر تجاهه برغبة حقيقية، وأحمل له حسا عميقا في نفسي.

*ما المدارس الفنية التي نهل منها وائل جسار وتأثر بها ليصبح ما هو عليه الآن ؟
أعتقد أنني أعتبر نفسي من مدرسة عبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب، أم كلثوم، وديع الصافي، فتلك الأسماء هي أكثر الأسماء الفنية والطربية التي تعلمت ومازلت أتعلم منها حتى الآن.

*تصرح دائما بأن زوجتك هي "وش السعد" وتأخذ مشورتها.. فهل تؤمن بمقولة إن وراء كل رجل عظيم امرأة؟ وماهي الصفات التي تأثرت بها من زوجتك؟
بالطبع زوجتي هي "وش السعد" على حياتي ومشواري الفني، ومقتنع تمامًا بمقولة وراء كل رجل عظيم امرأة، لأن المرأة نصف الرجل وعندما يأخذ الرجل مشورة زوجته في أحد الأمور فهي تعطيه هذا الرأي بتجرد من أي نفاق من منطلق المحبة، فالزوجة ليست مضطرة لنفاق زوجها.
أما الصفات التي تعلمتها من زوجتي، فقد تعلمت منها الكثير الكثير، إلا أن أكثر صفاتها التي أثرت بشخصيتي وجعلتني أفضل هي صفة الهدوء، فهي امرأة هادئة ورزينة، وقد كنت أنا عكسها إلى حد ما، فأنا شخصية عصبية وسريعة الغضب، إلا أنها علمتني كيف اكتسب الهدوء وأسيطر على أعصابي وأتمالكها طيلة الوقت.


*ماالذي يحمله وائل جسار لجمهوره في ٢٠١٩ ؟
هناك الكثير من الأعمال الفنية الجديدة التي بصدد التحضير لها، وسأعلن عن كل منها في موعده المناسب، ولكن ما أتمناه هو أن تلاقي تلك الأعمال الرواج المناسب وطريق الحب في قلوب الجمهور، وأتمنى أن يكون عام 2019 عاما أفضل مما سبقه من أعوام وأن يحمل في طياته السلام والأمان لعالمنا العربي.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية