زيارة للعاصمة الجديدة
أكثر من انطباع يمكن أن يتكون لدى من يزور العاصمة الجديدة التي يجرى فيها العمل بنشاط، ومهمة يسابق فيها العاملون الزمن حتى ينتهوا من مرحلتها الأولى في المواعيد المحددة والمقررة لها.. وفى مقدمة هذه الانطباعات أننا عندما نتخذ قرارا بتحقيق إنجاز ونحشد له كل قوانا ونتابع بحزم العمل فيه ننجح في تحقيقه على أحسن صورة في نهاية المطاف..
أيضا عندما تتضافر كل جهود الدولة ومؤسساتها المختلفة في ظل اهتمام القيادة تتحقق الإنجازات في زمن قياسى.. كذلك إذا قمنا بتوفير التمويل لما نقوم به من عمل سوف نتجاوز الكثير من العقبات والمشكلات الاعتيادية التي تعترض عادة أعمالنا الأخرى.
باختصار.. ثمة عمل كبير وجهد عظيم يتم هناك في العاصمة الجديدة، ظهرت ملامحه في المسجد الكبير، والكاتدرائية الجديدة، ومنطقة الوزارات وأيضًا منطقة السفراء، ومنطقة الفنون التي سوف تتضمن مبنى جديدا للأوبرا، وفندق الماسة الذي تم افتتاحه قبل عام مضى وبدا العمل فعلا..
وهذا الجهد الضخم توفرت له كل مقومات النجاح، من تمويل وتخطيط ومتابعة وإشراف على اعلى مستوى، مع تذليل كل الصعاب والمشكلات المعتادة التي تتكرر في ميادين العمل الأخرى.
وإذا كان العمل في العاصمة الجديدة توفر له هذا التخطيط المحكم، فإننا نحتاج لذات التخطيط المحكم حتى تكون هناك حياة في هذه المباني والمنشآت التي تضمها، والتي تتسم مع الفخامة بتوفر كل المقومات الحديثة أيضا.. فنحن يجب أن نخطط بأحكام لعملية نقل الوزارات والمؤسسات الحكومية، خاصة وأن النقل سوف يطال هنا البشر، الذين يعيشون في مناطق مختلفة في القاهرة وبعض المدن والقرى القريبة منها، حتى ولو اقتضى الأمر تأخير عملية النقل بضعة أشهر..
ويمكننا أن نستفيد من تجارب الدول التي أنشأت عواصم جديدة لها وكيف تصرفوا وواجهوا مشكلات نقل وتوفير المساكن للموظفين والإداريين، خاصة وأن مستوى أسعار العقارات في العاصمة الجديدة لن يكون في مقدور عموم الموظفين.