جماعات الضغط تحكم «الإخوان».. تصريحات إبراهيم منير تكشف تخبط «الجماعة».. مستشار «أردوغان» صاحب الكلمة العليا في التنظيم.. أزمة «خاشقجي» تكشف المستور.. ومحمد حبي
أثار تراجع إبراهيم منير، القيادي الإخواني، ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، عن تصريحاته التي هادن فيها السعودية وأشعلت حالة كبيرة من الجدل قبل الإعلان رسميًا عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حالة كبيرة من اللغط، عن جماعات الضغط التي تتحكم في قرار الإخوان حاليا.
رفض تصريحات منير
وكانت العديد من الفضائيات الإخوانية، والأذرع الإعلامية التابعة لها، هاجمت تصريحات منير، التي رفض فيها الهجوم على المملكة والسعي لابتزازها، محاولا بسذاجة إعادة رسم دور الإخوان في المنطقة، عبر التقرب للمملكة في أخطر وقت تمر به، وجملة الضغوط الدولية التي تحاصرها، إلا أن تجاهل تصريحاته، بل وخروج العديد من كتاب الرأي السعوديين يهاجمون الإخوان ويعتبرونها الخطر الأكبر على بلادهم، زاد من حلقات الهجوم على نائب المرشد، والحنق عليه.
48 ساعة
في أقل من 48 ساعة، وقبل إعلان السعودية رسميا عن مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا، تراجع إبراهيم منير عن تصريحاته بعد الهجوم عليه، والغريب أنه تحول للنقيض وأصدر تصريحات أخرى يفسر بها الأول، ويهاجم المملكة بشراسة، ليكشف هذا التحول، عن وجود جماعات ضغط جديدة في الإخوان وحولها، أصحب على درجة عالية من التأثير السريع في أعلى مستويات صنع القرار فيها، وبشكل غير مبسوق.
جماعات الضغط الجديدة، بحسب مصادر، تتكون من كتيبة من «ساسة إسطنبول» سواء التابعين لجماعة مصر، من أمثال حمزة زوبع، الذي يتضخم دوره السياسي والإعلامي يوما بعد الأخر، بالتحالف مع أيمن نور، وأذرعهما الإعلامية، وعلى رأسهم محمد ناصر، ومعتز مطر، وأحمد سمير، بينما يأتي من مسافة بعيدة نسبيا عن لوبيات زوبع ونور، وكمستشار سياسي وإعلامي، محمد جمال هلال، الإعلامي الأول بقناة وطن الإخوانية، والقيادي الشاب بالجماعة.
تشابك وتضارب المصالح
وتتشابك حاليا مصالح هذه الأقطاب، وعلاقاتهم من القيادات الإخوانية المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعلى رأسهم ياسين أقطاي، أكثر مستشاري أردوغان حديثا في الشئون العربية، وأقربهم من المعارضة المصرية بإسطنبول، ويمكن القول إنه المحرك الرئيسي لهم، والذي ما أن تستضيفه هذه اللوبيات المحركة للقرار الإخواني، للحديث في شأن ما، إلا ويكون له ظلال سريعة على الجماعة، سواء في الإدانة أو الشجب، أو تحريك رأي الجماعة في الأحداث الدولية.
الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان الأسبق، يرى أن القيادات الحالية للجماعة، وخاصة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد الجماعة الإخوان، واحدا من هؤلاء الذي لايؤمنون بالعمل المؤسسي، وليس جديدا عليه اتخاذ القرارات دون العودة إلى القواعد الإخوانية المخول لها اتخاذ القرار والمشاركة فيه.
ويوضح حببيب، أن قرارات مكتب شورى الجماعة السابق، والذي يقبع معظم أعضائه في السجون، كانت تحدد بوضوح بوصلة الجماعة في اتخاذ قراراتها، مشيرا إلى أنه القائم بأعمال المرشد، لم يستحدث بدائل للمؤسسات القديمة، حتى ينفرد بالأمر، وهو ما يكتل عليه أصحاب المصالح المتضاربة في إسطنبول، ويجعله أسيرا لهم، بحسب وصفه.