رئيس التحرير
عصام كامل

حق القسيس!


لدينا رجل دين مسيحي اعتدى عليه وأهانه مجرمون وسفلة يصفهم القانون الدولي ومعظم إعلام العالم أنهم "جنود الاحتلال الإسرائيلي".. لم يحترموا مكانته ولم يقدروا دوره ولم يبحثوا عن وسيلة أخرى لتنفيذ مهمة لا يريدها أصحابها.. فكان ما كان ورأيناه ورآه العالم كله من قوة غشيمة تعتدي على أبرياء يحتجون سلميا أمام دير "مصر" مسجل كممتلكات مصرية بالقدس الشريف!


التصرف الصهيوني لا جديد فيه.. من قوات كيان وصفه أحد الوزراء الفرنسيين قبل عدة سنوات -وزير فرنسي وليس وزيرا مصريا في ستينيات القرن الماضي- أنها الدولة المقرفة (وأن استخدم اللفظ المباشر والصريح).. ثم أضاف أنها مصدر المشكلات في الشرق الأوسط والعالم!

ولذلك لا جديد عليها.. الجديد صمت العالم الذي يصف نفسه بالمُتحضر وهو يشاهد ذلك.. اختفت منظمات حقوق الإنسان واختفى المتحدثون الرسميون لوزارات الخارجية وغيرهم من المتحدثين باسم كنائس العالم، واختفى الاتحاد الأوروبي، واختفى من يسمون بأقباط المهجر، واختفت كبريات الصحف ووكالات أنباء الحادث الجريمة وتجاهلت الحدث أو على الأقل وضعته في حجم غير بارز ومساحة منزوية فلا يريدون لأي حدث أن يخطف الأنظار عن قضية "خاشقجي"!

الآن لدينا-نحن المصريين والعرب- رجل دين تم سحله على الأرض.. من قوات نظامية تحميها دولة الاحتلال، وتم سحله وهو يدافع - نيابة عنا جميعا- عن دير تاريخي هو المدخل لكنيسة القيامة، وهو مسجل كملكية مصرية سهلت السلطات الصهيونية لبعض الأحباش دخوله ووضع اليد عليه، ورفع شعار مصري هو "وعلى المتضرر اللجوء للقضاء"، فاستمرت الأزمة..

واليوم تريد السلطات هناك عنوة ترميم الدير رغم رفض الكنيسة المصرية وعند الاحتجاج الرسمي حدثت الجريمة.. وإهانات لا توصف لجميع رجال الدين هناك بخف المعتدى عليهم!.. حق الرجل في رقبتنا جميعا.. حماية الدير مسئوليتنا جميعا.. المسيح يتألم من جديد فتحركوا يرحمكم الله!
الجريدة الرسمية