رعب في إسرائيل.. مبادرة فرنسية بديلة لـ «صفقة القرن»
تتحدث وسائل إعلام عبرية عن مخاوف لدى المؤسسة السياسية في إسرائيل بشأن مبادرة سلام فرنسية، سيعرضها الرئيس إيمانويل ماكرون حال لم تقدم الولايات المتحدة الأمريكية خطتها للسلام "صفقة القرن" عقب انتهاء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، والتي ستنطلق في السادس من نوفمبر المقبل.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، أمس الثلاثاء، عن دبلوماسي إسرائيلي كبير بوزارة الخارجية بالقدس المحتلة، أن باريس بصدد طرح مبادرة سياسية جديدة لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، حال لم تعرض واشنطن خطتها للسلام عقب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدبلوماسي الإسرائيلي، ألون أوشبيز من يتولى رئاسة الشعبة السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أعرب خلال اجتماع مغلق داخل لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست، عن مخاوف عميقة إزاء المبادرة السياسية الفرنسية التي يعتزم الرئيس ماكرون كشف النقاب عنها عقب انتخابات التجديد النصفي.
وطبقا لما أوردته "معاريف"، يأتي هذا التطور في وقت تؤكد فيه تقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ نظيره الفرنسي أنه كان بمقدوره ممارسة ضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على غرار الضغوط التي تمارس على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبو مازن” للقبول بخطة السلام الأمريكية.
وصرح أوشبيز خلال الاجتماع المغلق، أن هناك يقينا تاما لدى الخارجية الإسرائيلية بأن باريس ستطرح مبادرة عقب انتهاء انتخابات الكونغرس، وأن الرئيس ماكرون لديه بالفعل خطة سلام سيعرضها في الأسابيع التي ستلي انتخابات الكونغرس الأمريكي، مؤكدا أنه التقى دبلوماسيين فرنسيين تحدثوا معه في أغسطس الماضي عن عزم الخارجية الفرنسية طرح أفكار جديدة بشأن مسيرة السلام الفلسطينية – الإسرائيلية.
وشدد ماكرون أمام مستشاريه، يقول أوشبيز، على عدم تراجع ملف التسوية السياسية بالشرق الأوسط من جدول الأعمال الفرنسي، فيما حذر الدبلوماسي الإسرائيلي من أن الأمر "سيحمل تداعيات سيئة على إسرائيل، قد تؤدي إلى تبدد الموقف الإيجابي بالنسبة لتل أبيب، والذي نجم عن تولي ترامب الرئاسة الأمريكية"، مطالبا بالاستعداد لتلك اللحظة.
كانت باريس استضافت في يونيو 2016 مؤتمرا تحضيريا دوليا بمشاركة 26 دولة، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية. وأيد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والمشاركون توصيات المؤتمر، وأعلنوا تبني المبادرة الفرنسية الرامية لتحريك عملية السلام بالشرق الأوسط، والتي رفضتها إسرائيل بشدة، وأيدتها السلطة الفلسطينية.
وعقب فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، في نوفمبر من نفس العام، تحدثت تقارير عن تراجع باريس عن جهودها، والنظر إلى استكمال نتائج المؤتمر التحضيري على أنه أمر غير مناسب، نظرا لفوز ترامب وعدم رغبته في اتباع هذا المسار، فيما تردد أن باريس قررت التراجع عن التمسك بمبادرتها، وأن الرئيس السابق فرانسوا هولاند، أشار خلال حوارات مغلقة إلى أن باريس تجد صعوبات في عقد المؤتمر دولي واسع على خلفية نتائج الانتخابات الأمريكية.