رئيس التحرير
عصام كامل

تجريم التسول.. نائبة تعد مشروع قانون لحظر الظاهرة.. خبير قانوني: مجرَّم بالفعل في القانون المصري والأزمة في «التفعيل».. وأستاذة علم اجتماع: ستار لجمع الأموال دون عمل أو جهد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تزايدت أعداد المتسولين لتصل إلى 3 ملايين شحاذ؛ وفق آخر إحصائية نشرها مركز مكافحة الجريمة، واختلفت أعراضهم ما بين الحاجة الفعلية أو الرغبة في سرعة الكسب، بالاستغناء عن العمل وجمع الأموال من المارة، وبين هذا وذاك يحتار المواطن في المبادرة الفعلية بالمساعدة أم التجاهل، ليبادر نواب البرلمان في محاولة وضع حل قانوني للأزمة.


تقديم مشروع قانون حظر التسول

النائبة عبلة الهواري، تستعد لتقديم مشروع قانون حظر عملية التسول في الشوارع بكل المحافظات؛ لمجلس النواب خلال الأيام المقبلة، لمواجهة الظاهرة بجميع أشكالها المختلفة.

وقالت النائبة إن القانون يهدف لمنع استغلال الأطفال من قِبَل عصابات، من خلال تكليف جميع الأجهزة المعنية بمواجهة هذه الظاهرة، من خلال التشريع الذي يمنح سلطة إلقاء القبض عليهم، وتوفير جميع الأماكن المخصصة لهم من خلال وزارة التضامن.

وأشارت إلى أنها اطلعت على جميع الإحصائيات الخاصة بأطفال الشوارع في المحافظات، بالإضافة إلى أنها ستطلع الأجهزة على القانون لمعرفة ملاحظاتهم عليه، وأكدت أن التسول حاليا يندرج تحته أطفال الشوارع والسايس وغيرهم.

الرأي الدستوري
فيما أوضح الدكتور فؤاد عبد النبي، الفقيه الدستوري أن المادة 51 من الدستور تنص على أن «الكرامة حق لكل إنسان، ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها»، والمادة 78 تكفل الدولة للمواطنين الحق في المسكن الملائم والآمن والصحي.

وأكد أن المواد الدستورية من 8 لـ26 تنص على أن توفير المأكل والملبس حق لكل مواطن، والمواد من 27 لـ46 تنص على أنه ينبغي أن يتناسب مع المعيشة.

قانوني: التسول مجرَّم بالفعل في القانون المصري
ومن جانبه، أوضح شادي طلعت، مدير اتحاد المحامين للدراسات القانونية، أن التسول بالفعل مُجَرَّم في القانون المصري، إذ إن جمع التبرعات بدون تصريح يُعَد جريمة أمن دولة، والتسول ايضًا يدخل ضمن جريمة الآداب العامة، ولكن عقوبته غير مفعلة، متسائلًا: «هل التعديل سيكون السبب في تفعيلها؟».

وطالب «طلعت» بالتعرف أولًا على أسباب التسول، خاصة وأن هناك نسبة كبيرة جدا من المتسولين ليسوا في حاجة لذلك، كما أن أعداد المتسولين أصبحت مهولة، ومتواجدين في جميع الأماكن، البسيطة منها والراقية، مشيرا إلى أن الأزمة ليست في القانون وإنما تفعيله.

أستاذة علم اجتماع: ستار لجمع الأموال دون عمل

وعلى مستوى آخر؛ تقول سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إنها أصدرت كتابًا في الثمانينيات عن التسول اسمه «السلطة والفقر»، لتأكيد أن الفقر بالفعل موجود ولكن لابد من التعامل معه، وأن التسول مُجَرَّم دائمًا.

وأكدت أنه لا بد من فرض الرقابة على المتسولين، خاصة وأن الدولة توفر في الوقت الحالي فرص عمل كثيرة للحرف الصغيرة وتدعو لتعلمها، فالتسول ضد الكرامة الإنسانية، كما أنه من أبرز المشكلات التي تواجه السياحة، وخاصة أن فتح باب التسول يسمح للمتسولين بالتحرش بالسياح، مضيفة «التسول ستار لكثير من الشباب لسرعة جمع الأموال دون بذل أي جهد في العمل».
الجريدة الرسمية