ادعموا وزيرة الصحة.. قبل إطلاق الرصاص!
أمس أصدرت وزيرة الصحة قرارا شجاعا بإلغاء ما يسمي بالكشف المستعجل بالعيادات والمستشفيات.. الصيغة العلنية والفجة لاستغلال حاجة المرضي للفحص السريع أو الرعاية العاجلة ليتم ابتزاز آلاف منهم لدفع قيمة الكشف مضاعفة بدلا من حصوله عليها بشكل طبيعي لاستحقاقه لها!
ما جري من فوضي السنوات السابقة بسبب انتقال قيمة مهنة الطب من خانة الإنساني إلى خانة التجاري حتى اقتربت قيمة الكشف "المستعجل" عند بعض الأطباء إلى الألف جنيه، ونعرفهم بالاسم، والأوساط الطبية تعرفهم ويعرفهم مرضي الأمراض المزمنة! الوزيرة كلفت إدارة التصاريح والمؤسسات العلاجية غير الحكومية بتنفيذ القرار الذي فيما نظن سيبدأ من اليوم..
وعندما نعلم أنه ثالث قرار يطول المؤسسات العلاجية الخاصة(العيادات والمستشفيات الخاصة) بعد قراري كتابة اجرة الأطباء في مكان بارز، وكذلك إلزام أصحابها بكتابة إيصال لمريض بقيمة ما دفعه لها نكون أمام معركة كبيرة تخوضها الوزيرة من أجل وقف فوضي لا مثيل لها حولت الطب إلى تجارة.. ومعركتها هذه لن تمر بسلام..
هناك -وسط الأغلبية الجيدة من أطباء مصر المحترمين- كثيرون لن تعجبهم القرارات، وسيخشون القرار القادم للوزيرة، ويتوقع استغلال نفوذهم وسيسعون إلى إلغائها وتقويض حركة الوزيرة، وبالتالي فتح النار عليها في معركة مضادة.. بما يستلزم استخدام كل الطرق لتشويه الوزيرة وإفشالها!
ولما كانت الوزيرة تفعل ذلك لأنه صحيح ويجب أن تفعله كما أنها تفعله لأنه في مصلحة المواطنين فعلي هؤلاء المواطنين أن يقفوا معها ويدعموها ويساندوها.. على الناس أن تعي مصالحها وتنحاز لها.. لو كسرت إرادة وزير واحد وقف مع الناس فلن يقف معهم أحد بعدها أبدا!