رئيس التحرير
عصام كامل

الجماعة المرفوضة.. والشعب قال كلمته!


لا خلاف على أن الإرهاب بات جريمة عابرة للحدود، يزداد شره وخطره، متجاوزًا حدود الدولة الوطنية.. لكن هناك للأسف من لا يزال يتعامى عن رؤية هذا الخطر الذي لا تزال الدولة كلها متأهبة لحربه والوقاية من شروره، وهو ما عبر عنه الرئيس السيسي خلال الندوة الأخيرة للقوات المسلحة، مؤكدًا أن المعركة لم تنته بعد بل لا تزال مستمرة..


ولهذا فقد اتخذ الرئيس قراره بانطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 لتطهير مصر كلها من دنس الإرهاب حتى تبسط الدولة يدها وهيبتها على كامل ترابها، وهي بذلك تخوض حربًا ضارية نيابة عن العالم كله، مؤكدًا بوضوح تام أنه لا مكان لجماعة الإخوان الإرهابية ما دام هو موجودا على رأس الحكم؛ وما دام الشعب رافضًا لعودتها مرة أخرى..

وبدلًا من الاصطفاف خلف الدولة في هذه الظروف الصعبة يخرج علينا نفر من بني جلدتنا بين الحين والآخر هنا وهناك بدعوات مشبوهة للمصالحة مع الإخوان.. وينسى أن الشعب قد قال كلمته في أكثر من مناسبة وطنية أهمها في رأيي يوم خرجت الملايين تفوض السيسي لحرب الإرهاب ثم خروجها الكبير للتصويت في الانتخابات الرئاسية واختيار السيسي رئيسًا لفترتين متتاليتين..

ولعل المصالحة مع الإخوان أمر حسمه الرئيس بالرفض أكثر من مرة، آخرها في حديثه لإحدى الصحف الكويتية.. والسؤال لمن تراودهم أحلام اليقظة: منْ يملك قرار التنازل عن دماء الشهداء.. ومع منْ نتصالح، مع جيش جرار من الإرهابيين والمتطرفين وأرباب السجون الذين زرعهم مرسي وجماعته في سيناء.. ولا تزال مصر تدفع ثمن جرائمهم غاليًا من دم شهدائها الأبرار واستقرارها ومستقبل أجيالها المقبلة..

ومنْ يعوض الدولة عن نزيف الخسائر جراء أعمال العنف التي أدت لهروب الاستثمارات ورءوس الأموال وتوقف الإنتاج في سنوات ما بعد يناير التي شهدت انفلاتا طال كل شيء.. هل نتصالح مع إهانة الوطن واستنزافه أم نتصالح مع صفقات الخيانة التي أدارها الإخوان للتنازل عن جزء غالٍ من أرض مصر لإقامة وطن وهمي للفلسطينيين في سيناء في مؤامرة كشف عنها أبو مازن في أحد تصريحاته.
الجريدة الرسمية