أزمة خاشقجي تفجر صراعا جديدا داخل الإخوان.. نائب المرشد يحاول استقطاب السعودية برفض الهجوم عليها ويطالب بانتظار التحقيق.. الشباب يهاجمون الرسالة ويطالبون الكبار بالتنحي.. باحث:«انتهازية متبادلة
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية، صراعات متواصلة، كلما خمدت نار الشقاق، عادت بشكل أقوى مما كانت عليه، بسبب أدنى موقف عابر يختلفون حوله، سواء على مستوى السياسة الداخلية للتنظيم، أو التفاعل مع القضايا الخارجية، وآخرها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
صراع الساعات الأخيرة
يتملك القوى الشبابية في التنظيم حالة من الغضب الشديد كلما خرج إبراهيم منير، نائب القائم بأعمال المرشد، وأدلى بأي تصريح، خاصة أن تفكير الرجل لايناسب هواهم؛ فهو ينتمي إلى الجيل القديم للجماعة، الذي يعتمد على المكر والخداع في الحصول على أهدافه، بينما أغلب الأطياف الشبابية قطبية الهوى، وتسعى إلى العنف بكل الطرق، وبشكل واضح وصريح، بما قد يدخل الجماعة بأكملها تحت مقصلة العقوبات الدولية.
خرج «منير» بالأمس، في تصريح، ظاهره التحلي بالحكمة، ومساندة السعودية في الهجمة الشرسة ضدها، رافضا توجيه اتهام لها بالمسئولية عن إخفاء خاشقجي، وزاعما أن شرف الخصومة بين جماعته وبين النظام السعودي، يفرض عليهم التريث والتحفظ عن إصدار أي موقف، حتى يصدر الادعاء العام التركي نتائج التحقيق، التي يجريها في حادثة اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي.
أما باطن الرسالة، فكان يهدف لعدة مكاسب أولها، جس نبض السعودية، ومحاولة استقطابها وسط الألغام التي تحيط بها من كل حدب وصوب، بما يعني إمكانية تغيير خريطة التحالفات، والنظر في أمر الإخوان من جديد، وإذا لم تفلح هذه الطريقة، فالجزء الآخر من الرسالة، يمكن أن يبني عليه مستقبلا نقدا قاسيًا، يضعه في مكانة الفرسان أمام أنصاره، وداعميه من ممولي التنظيم.
الجزء الآخر في رسالة نائب القائم بأعمال المرشد، أكد فيه ضرورة إقرار قانون دولي، يحمي أي مواطن عندما يدخل لأي مقر دبلوماسي تابع لبلاده، في أي من بقاع العالم، على اعتبار أن الأزمة تحتاج إلى قوانين إضافية من وجهة نظر الجماعة وليست تطبيق القانون الموضوع في حد ذاته.
على الجانب الآخر، تسابقت قيادات الشباب لكيل الاتهامات للجماعة وجناح لندن المسيطرة عليها، وتبارت في شن هجوم شرس على منير، وقال هاني فوزي، أحد كوادر الجبهة الشبابية: إن غباء قيادة جماعة الإخوان أصبح مرضا مزمنا يجب التعامل معه.
ورفض القيادي الشاب سلوك من اسماهم جبهة «القيادة العجوز الخرفاء»، زاعما أنهم كان لابد وأن يكون لهم وجود في قضية جمال خاشقجي، ولكن بأسلوب آخر غير الطريقة الانهزامية التي دأب عليها نائب المرشد، بحسب وصفه.
لا أمل في الجماعة
من ناحيته، شن محمد طلبة رضوان، الإعلامي السابق بقناة الشرق، هجومًا شرسًا على الإخوان، قائلا: إنه أصبح على قناعة راسخة من طول العشرة مع الجماعة في إسطنبول أنه لا أمل فيهم، موضحا صعوبة تغيير القيادات، التي دمرت الإخوان وانتهت بها إلى الجحيم.
وتساءل رضوان: «ربنا دايما بيحبط أعمالكم، أنتوا مش ملاحظين إن ربنا مش ساترها معاكم، وبيستدرجكم دايما ليفضحكم، مردفا: محدش طلب منكم رأيكم أصلا، والقصة كلها بعيدة عنكم تماما».
وأضاف: «حكمة ربنا يسيبكم تعملوا بعمل أهل الجنة، لحد ما قبل الغرغرة، وبعدين يختم لكم بسوء، سبحانه يعلم عنكم ما لا نعلمه».
أما منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، فيرى أن الصراعات الحالية داخل التنظيم الدولي للإخوان، وفي القلب منها فرعها الرئيسي في مصر، تكشف زيف وخداع المظلومية التي كانوا يجندون الشباب من أجلها، ويخدعون بها البسطاء من عامة الشعب، وكانوا يتحصلون بها على الأتباع والمؤيدين.
وأضاف: وقت المحن في الماضي، كان يزيدهم صلابة وتماسكا وكانوا بالفعل على قلب رجل واحد، لأن الشعب لم يختبرهم ويفضح سريرتهم ومقصدهم الذي كان بعيدا عن الشرع الذي يتظاهرون يريدون تطبيقه على المجتمع في أدبياتهم، مردفا: بعد ثورة يونيو ونجاح الجيش في اقتلاعهم من الحكم، بإرادة شعبية جارفة أصبحت الصراعات داخل الجماعة في تزايد مستمر، لأن الأمور فضُحت والمواقف أصبحت مكشوفة وعمالتهم باتت معروفة للقاصي والداني.