السياسة والأمن!
لا أحد يجادل في أن الأمن ضرورة للأمم، والشعوب، بل لعله أحيانا يعتبر الضرورة الأولى لها التي تسبق كل شيء، عندما يضطرب الأمن ويضيع الاستقرار، ويظهر العنف.. فعندما يختفي الأمن يتراجع الاقتصاد وتزيد المشكلات الطائفية والفئوية والاجتماعية، وتصبح مجرد ممارسة الحياة في حد ذاتها صعبة وشاقة..
وقد جربنا ذلك وما زالت مرارة طعم افتقاد الأمن خلال سنوات مضت في حاولنا حتى الآن.. ولذلك أن يكون لنا أجهزة أمنية قوية ونشطة أمر مهم.. لكن في المقابل ورغم أهمية الأمن وأجهزته، فإن السياسة لا غنى عنها مع الأمن في وجود أجهزته أو في ظل نشاطها..
السياسة لا تُكمل فقط دور ومهام الأمن في المجتمع إنما توازنها وأحيانا تصلح من أية أخطاء للأمن فهناك أمور وموضوعات لا يصلح التعامل معها بالوسائل الأمنية فقط أو بأفكار الأمن وتوصيات رجاله، إنما تحتاج للتعامل معها بروح ووسائل سياسية.. مثل التعامل مع الخصوم السياسيين، ما دامت هذه الأمور لم يكن يشوبها ممارسة عنف أو تحريض على ممارسة العنف.
لا تعارض بين وجود السياسة مع الأمن.. بل لا غنى للمجتمعات لهذه الثنائية.. فإن أمن بلا سياسة خطر على المجتمعات مثل السياسة بلا أمن أيضا.