جمال عبد الناصر: محكمة الثورة تنتقم للشعب
في شهر سبتمبر عام 1953 أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بإنشاء محكمة الثورة، وصارت الشائعات من المغرضين والكارهين للثورة تزعم أن المحكمة ستكون أداة لإرهاب الخصوم.
وقد خشى بعض الناس -بعد الإعلان عن قيام محكمة الثورة- على أنفسهم من التلفيقات التي قد يلفقها لهم خصومهم وحاسدوهم، وليس هناك إمرؤ بلا خصوم أو حاسدون.
وفى مجلة المصور في أكتوبر 1953 نشر تصريحا على لسان البكباشى جمال عبد الناصر نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الداخلية تحت عنوان (لن نخدع بالتلفيقات والدسائس) يرد فيه على الادعاءات المغرضة عن محكمة الثورة قال فيه:
إننا أحرص من أن نخدع في أمر الناس بدسائس تحاك لهم أو بتلفيقات يبتدعها خيال خصومهم انتقاما منهم، أو نكاية بهم.. ولقد كان شعارنا منذ قامت الحركة ولا يزال، وسيظل قول الله القوى الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" صدق الله العظيم.
إننا لم نعلن عن محكمة الثورة ليظن الدساسون والنمامون أنها ستكون أداة في أيديهم يرهبون بها خصومهم، وإنما قامت محكمة الثورة لتنتقم للشعب من الذين اعتدوا على مقدساته وعبثوا بحقوقه، لقد نالنا من عتب الشعب الشيء الكثير لأننا سكتنا على هؤلاء المفسدين فلم نثأر للوطن منهم حتى هذه الساعة.
إننى أؤكد باسم الثورة أن أذنيها مغلقتان تماما عن الإشاعات والدسائس، وليستقر في أذهان الناس جميعا -كما هو مستقر في أذهاننا- إن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.. وإن الحقائق كالنور لا بد أن تشع مهما تكاثف الظلام.