مصر وروسيا والغاز!
أثار البعض مؤخرا مقولات ذهبت إلى أن العلاقات المصرية الروسية سوف تتأثر بالسلب نتيجة اتجاه مصر، لأن تكون مركزا دوليا لتجارة الغاز في منطقتها، وذلك من خلال استيراد الغاز الإسرائيلى والغاز القبرصى وتسييله في الوحدات التي تنفرد مصر بامتلاكها، ثم تصديره للخارج، لأن مصر سوف تصدر هذا الغاز إلى أوروبا التي تعد مصدرا رئيسيا للدخل في روسيا، وهنا سوف تتعارض المصالح المصرية- الروسية.
لكن تلك المقولات بعيدة كثيرا عن الواقع، وحقيقة العلاقات المصرية- الروسية، وتتناقض مع الصعود المضطرد فيها.. كما أن الروس وهم يديرون سياستهم الخارجية يبحثون عن المصالح المشتركة، ويسعون للاستفادة منها واستثمارها، والنموذج لذلك العلاقة الروسية التركية، فرغم إدراك روسيا لارتباط الرئيس التركى أردوغان بجماعات متطرفة عديدة، إلا أن ذلك لم يمنع موسكو من التعاون معه في الملف السورى.
فما سوف تصدره مصر من الغاز، سواء مما تملكه أو ما سوف تستورده من الغاز الإسرائيلى والقبرصي في المدى المنظور لن يكون بكميات تزعج موسكو كثيرا على السوق الرئيسى للغاز الذي تصدره.. أي إن مصر لن تكون منافسا مزعجا لروسيا في مجال تصدير الغاز.. بل إن روسيا اهتمت بشراء حصة من شركة إينى الإيطالية في حقل "ظهر" المصرى لتحصل على نسبة من عائد هذا الحقل الأساسى.. الذي نقل مصر من مرحلة استيراد الغاز من الخارج إلى مرحلة تصديره مستقبلا، وهو التصدير الذي سوف يبدأ بتصدير كميات إلى الاْردن.
ولو كانت روسيا منزعجة من الغاز المصرى ما كنّا شهدنا هذا النمو المضطرد في العلاقات المصرية- الروسية، والذي سوف يكتمل بإطلاق حركة الطيران بين كل المدن المصرية والروسية، وليس بين القاهرة وموسكو فقط.