رئيس التحرير
عصام كامل

حيثيات عودة السياحة الروسية لمصر في قمة اليوم!


في عام 2016 أهدت روسيا للقوات البحرية المصرية قطعة بحرية من طراز "مولنيا B32 " لتشارك في الحفل التاريخي لافتتاح قناة السويس، وكان - كما رأينا- ذلك ذروة التعاون العسكري المصري الروسي، الذي مر منذ ثورة 30 يونيو بقفزات هائلة عوضت سنوات طويلة من التعاون غير المناسب بين البلدين من الدعم لرسو صفقة الميسترال على مصر..


ثم التعهد بتقديم تجهيزات فنية عالية التكنولوجيا (في طريقها الآن)، إلى صفقة الميج 29 المتطورة إلى منظومات الدفاع الجوي من طراز "تور ام 2" و"بوك ام 2" إلى ما أعلن في أغسطس 2015 من صفقة اس 300 الرهيبة إلى التمساحة أو المروحية "كا 52 " الرهيبة أيضا والتي نعتقد أنها تتفوق على الأباتشي الأمريكية التي احتجزتها أمريكا في عز احتياجنا لها لمكافحة الإرهاب!

لماذا نقول كل ما سبق؟ نقوله ونضيف عليه اتفاقي محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية بمشروع تنمية القناة فضلا عن التطابق في المواقف السياسية تقريبا، خصوصا في أزمات فلسطين وسوريا وليبيا واليمن، وأخيرا المناورات المشتركة التي بلغت حد التدريب على اقتحام المدن في إعلان رسمي على الجاهزية للحرب على الإرهاب في أي مكان، إلى مذكرة التفاهم الخاصة بالاستخدام المتبادل للقواعد والمطارات..

كل ذلك لنؤكد أن الشراكة الكاملة موجودة فعليا قبل زيارة الرئيس الحالية، ولكن لا توجد شراكة كاملة فعليا بين طرفين بوجود قضايا معلقة ومحل تباين بينهما، لذا لا يمكن أن تكتمل الشراكة بالمعني الذي نريده، ونعتقد أن روسيا تريده، إلا بإنهاء أزمة السياحة الروسية للمدن المصرية!

صحيح نلتمس العذر للرئيس بوتين.. فلو تكرر حادث طائرة أخرى قد يهدد وجوده السياسي كله، وأمر الطائرة يختلف عن أمر اغتيال السفير الروسي في تركيا الذي لم يستهدف السياحة ولا طائرات ولا مطارات، ولكن آن الأوان أن يدرك بوتين أن الحرب على الإرهاب لها ضريبتها، وأن مصر شريك أساسي، أو قل الشريك الأساسي في هذه الحرب الشريفة، ولا يصح أن تتعلق قضايا من هذا النوع بين الشركاء!

عودة السياحة الروسية مطلب روسي أيضا، وهو مطلب شعبي في المقام أول، ثم مطلب اقتصادي لصناع السياحة في روسيا.. وآن الأوان أن ينتهي الخلاف حوله في قمة اليوم.. قولوا يارب!
الجريدة الرسمية