رئيس التحرير
عصام كامل

«بعد واقعة المنيرة».. مأساة استقبال مرضى الإيدز في المستشفيات.. خوف الأطباء يزيد من أزمة ضحايا المرض اللعين.. اتباع طرق مكافحة العدوى «طوق النجاة».. والطب الوقائي يقود حملة التوعية

مستشفي المنيرة
مستشفي المنيرة

«المريض جاء في البداية لمستشفى المنيرة، وتم تحويله بالفعل إلى الحميّات ثم حولته لمعهد ناصر ولم يستقبله، ثم عاد للمنيرة مرة أخرى»، تلك كانت أقوال الطبيب «ثروت بدوي» أحد شهود العيان على واقعة ترك أحد مرضى الإيدز ينزف وسط مستشفى المنيرة، بعد إصابته بنزيف حاد جراء انفجار ما بعد تمدد في الشريان الفخذي تسبب في امتلاء المستشفى بالدم.


تلك الحالة هي ما دفعت الكثيرين للتساؤل هل هناك صعوبة في التعامل مع مرضى الإيدز، ولماذا يلاقي الأمرين كي يتم علاجه.

سهل التعامل مع المريض
وفي البداية أوضحت تقول الدكتورة ثناء فؤاد، أمين عام نقابة أطباء القاهرة، إن من القواعد الطبية السليمة للتعامل مع أي مريض اتباع احتياطات مكافحة العدوى أي كان الداء الذي يعاني منه المريض، مؤكدة أنه مهما كانت خطورة المرض من الممكن بسهولة التعامل معه، سواء داخل العناية المركزة أو في غرفة العمليات.

وأشارت إلى أن الإيدز لا يستدعي غرف عزل، وخاصة أن العدوى لا تنتقل عن طريق التنفس ولكن عن طريق الدم، مؤكدة على أنه من المفترض أن يتم استقبال هؤلاء المرضى دون إثارة الخوف والقلق في نفوس العامة والعاملين في المستشفى، منوهة على أنه لا يوجد مرض صعب التعامل معه في ظل اتباع وسائل مكافحة العدوى، وبالتالي ليس هناك أي مبرر لرفضه من أي مستشفى.

مكافحة العدوى
وفي نفس السياق، يقول طارق كامل، مقرر لجنة آداب المهنة في نقابة الأطباء إنه من المفترض أن المرضى يتم استقبالهم في مستشفى الحميات، ولكن في حالة اكتشاف أحد المرضى فمن السهل التعامل معه، وفق للقواعد العامة لمكافحة العدوى، فمن حق أي مريض استقباله، ومن الضروري أن يتدرب أي طبيب على كيفية التعامل معه.

وأشار إلى أن الأطباء يعتبرون أنفسهم «معذورين» وخاصة أن قواعد مكافحة العدوى نظرية ولا يتم تطبيقها بشكل عملي، ويعتبر الأطباء مبررهم وراء ذلك في نقص الإمكانيات اللازمة لاتباع قواعدها عمليا.

11 ألفا
بدوره قال الدكتور أحمد خميس، مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، إن أعداد المصابين في زيادة ووفقًا لآخر التقديرات يوجد 11 ألف شخص متعايش على مستوى مصر بالمرض، وخلال 2017 ارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى ألفي شخص بنسبة زيادة 25% حيث ثبت وجود 1600 حالة إصابة مؤكدة في 2016 أي من المتوقع في 2018 أن تزيد إلى 2400 مريض جديد.

الطب الوقائي
فيما يقوم قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة بنشر التوعية الصحية وتوسيع مظلة الفحص المعملي للفيروس بهدف تقديم الرعاية والمشورة الصحية والعلاج للمرضى، والتحكم في المرض والقضاء عليه مع الوضع في الاعتبار الوصم والتمييز الخاص بالإيدز نتيجة لانتشار المعلومات الخاطئة في المجتمع.

وطبقا لإجراءات الوزارة التي تعلنها عند اكتشاف حالة إيجابية للإيدز بوحدة غسيل كلى، فإنه يتم سحب عينات من جميع المرضى والعاملين المخالطين لعمل الفحوصات اللازمة والمتابعة وذلك كإجراء روتيني من إجراءات الترصد الوبائي ومكافحة العدوى والتأكد من الالتزام بالإجراءات والتوصيات.
الجريدة الرسمية