نشاط مكثف في ثاني أيام السيسي بموسكو.. الرئيس يضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول.. يزور المجلس الفيدرالي الروسي.. ويبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية مع ميدفيدف
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه صباح اليوم، في ثاني أيام زيارة الرئيس لروسيا، بزيارة النصب التذكاري بموسكو حيث قام الرئيس بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول.
مجلس الفيدرالية الروسي
وعقب ذلك، قام الرئيس بزيارة لمجلس الفيدرالية الروسي، وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسي، حيث يشكل مع مجلس الدوما الهيئة التشريعية لروسيا الاتحادية، وكان في استقباله "فالنتينا ماتفيينكا" رئيسة المجلس وقياداته.
وأجرى الرئيس مباحثات موسعة مع "ماتفيينكا" وقيادات مجلس الفيدرالية، أعرب خلالها عن تقديره لزيارة المجلس وإلقاء كلمة أمام قياداته ونوابه، معربًا عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتنمية وتطوير علاقات الصداقة بين مصر وروسيا، لاسيما في بعدها البرلماني.
وأشاد الرئيس بالعلاقات المصرية الروسية وما شهدته من تطور خلال السنوات الخمس الأخيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك التنسيق والتشاور السياسي المتبادل بين البلدين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، معربًا عن حرص مصر على دفع وتعزيز علاقات التعاون والشراكة بين البلدين على كافة المستويات بما فيها التعاون على المستوى البرلماني.
وأعربت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي من جانبها عن تقديرها وقيادات ونواب المجلس لمصر قيادة وشعبًا، واعتزاز بلادها بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والروسي، مؤكدة أن دعوة الرئيس للحديث أمام المجلس تنبع من التقدير العميق لمصر وللرئيس كرجل دولة بارز ذي رؤية إستراتيجية نجح في ترسيخ الاستقرار في مصر.
وأعربت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي عن حرص روسيا على تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل أطر التعاون المشترك بين البلدين، مشيدة في هذا الإطار بالخطوات المتخذة لإنشاء المحطة النووية بالضبعة، وكذلك المنطقة الصناعية الروسية في منطقة محور قناة السويس.
دور مصر المحوري
كما أشادت "ماتفيينكا" بدور مصر المحوري في الشرق الأوسط وجهودها لاستعادة الاستقرار والأمن وتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، فضلًا عن تصديها الحاسم للإرهاب على كافة المستويات، منوهة بجهود مصر التنموية، وأكدت حرص روسيا على مساندة مصر في تلك الجهود بما يلبي طموحات الشعب المصري نحو التنمية والازدهار.
وشهد اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، في ضوء علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين البلدين.
رئيس الوزراء الروسي
كما التقي الرئيس السيسي اليوم مع رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف وأجرى الرئيس مباحثات موسعة مع رئيس الوزراء الروسي، حيث أعرب الرئيس في مستهل المباحثات عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال الروسي.
وأشاد بعلاقات الصداقة المصرية الروسية الممتدة منذ ٧٥ عاما وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة في السنوات الخمس الأخيرة وهو ما ينعكس على حجم وطبيعة مشروعات التعاون العملاقة التي يضطلع البلدان بتنفيذها حاليًا، ومن بينها إقامة محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، ومشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، والتي تعد المنطقة الصناعية الروسية الأولى خارج أراضي روسيا، وما تمثله من شراكة جديدة تتخطى مرحلة الاستثمار والتبادل التجاري لتصل إلى مراحل التصنيع المشترك.
وأعرب الرئيس عن تقدير روسيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تربط بين البلدين الصديقين.
وأشاد رئيس الوزراء الروسي بخطوات إصلاح الاقتصاد المصري والمشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها، مؤكدًا حرص روسيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
كما أشاد "ميدفيديف" بالدور الذي تقوم به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بالمنطقة كونها أكبر دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
القضايا الإقليمية
وتناول اللقاء عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شهد تباحثًا حول عدد من ملفات التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الثقافية والسياحية وتوطين الصناعات والتعاون في مجال السكك الحديدية والطاقة وزيادة التبادل التجاري.
وأوضح الرئيس أن الاستثمارات والصناعات الروسية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد في السوق المصري للاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية خاصة في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩ واتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع روسيا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.