سؤال بوتين.. وإجابة السيسي !
في أول لقاء بين بوتين والسيسي عندما كان وزيرا للدفاع أثناء زيارته لموسكو (في إطار آلية ٢ زائد ٢) سأل الرئيس الروسى الفريق السيسي: هل التوجه المصري الجديد بعد الثالث من يوليو هو توجه إستراتيجي أم أن ذلك نتيجة اضطراب العلاقات المصرية الأمريكية وتعويضا عنها؟..
وقد جاءته إجابة السيسي واضحة وهى أننا نستهدف في مصر علاقات إستراتيجية مع روسيا، وذلك ليس له ارتباط بما تشهده علاقاتنا مع أمريكا.. أي حتى لو تخلصت علاقاتنا مع أمريكا مما تتعرض له من اضطراب، لن يقلل ذلك من حرصنا على تقوية علاقاتنا مع روسيا.
والآن وعندما يتم اللقاء التاسع في غضون خمسة أعوام بين السيسي وبوتين، لابد وأن الرئيس الروسى تأكد من صدق الإجابة التي قدمها السيسي على سؤاله في أول لقاء جمعهما معا.. فقد نمت باضطراد علاقاتنا مع روسيا رغم أن أمريكا ألغت قرارها بتجميد المساعدات العسكرية لنا، ورغم تولى إدارة جديدة لأمريكا أكثر تفهما للحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، وأقل تعاطفا مع جماعة الإخوان.
بل أن علاقاتنا مع روسيا تجاوزت أزمة سقوط الطائرة الروسية، واتسعت واضطربت في شتى المجالات، رغم أن روسيا أعادت حركة الطيران مع مصر بعد وقت طويل، ولم تستأنف الطيران المباشر مع مطارى شرم الشيخ والغردقة حتى الآن، ولم يتم بحث هذا الأمر كما وعدت في شهر أبريل الماضى.. والأكثر من ذلك فإن التعاون المصرى مع روسيا في مجالات عديدة استمر وتزايد رغم اضطراب علاقة روسيا ذاتها مع أمريكا خلال الفترة الماضية، وعلى عكس ما كان يأمله الروس من إدارة ترامب.
إن مصر تنتهج سياسة خارجية واضحة منذ يوليو ٢٠١٣، تنفتح بها على الجميع، وتمد يد الصداقة والتعاون مع كل من يمد يده إلينا راغبا في التعاون معنا.. لقد انتهى زمن وضع كل البيض المصري في سلة واحدة.. ومنح أمريكا كل أوراق اللعب وبدون مقابل.. في ظل إدراك بأننا إزاء عالم جديد يتشكل فيه نظام دولى جديد لا يهيمن عليه القطب الواحد، وإنما قوى متعددة متنوعة يهمنا أن تكون علاقاتنا بها ونحن الدولة المهمة في إقليمها، علاقات طيبة معها.. فضلا عن أن مصالحنا وأمننا القومي يدعونا إلى ذلك.