رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل وزيارة «السيسي» لروسيا!


أفضل وأسهل وأسرع طريقة لمعرفة أهمية زيارة الرئيس "السيسي" لروسيا المستمرة حتى غد أو حتى العلاقات المصرية الروسية كلها هي معرفة كيف يراها العدو الإسرائيلي، ليس باعتباره المعنى رقم واحد بكل تطور للقوة المصرية بشكلها الشامل والعسكري منها تحديدا..


ولا يتوقف الاهتمام الإسرائيلي بتنامي العلاقات المصرية الروسية منذ اعتبار زيارة "السيسي" في 2014 أهم الأحداث بالنسبة لإسرائيل وقتها طبقا لموقع "والا" الإسرائيلي، والاهتمام الكبير بصفقة الأسلحة وقتها، إلى ما قاله بعدها في أغسطس 2014 محلل التليفزيون الإسرائيلي لشئون الشرق الأوسط "يوسي نيتشر" من أن تلك الزيارة "تعد أول تحذير مصري للإدارة الأمريكية"!

إلا أننا سنتوقف عند ما ترجمه موقع "الأمن والدفاع العربي" قبل عدة أشهر نقلا عن "ديفنس نيوز" الموقع الأمريكي الأهم بالنسبة للدراسات العسكرية حيث نقل -فلننتبه جيدا - تحت عنوان "تحشيد مصر قوة عسكرية هائلة أثار الجدل في إسرائيل"، حيث يقول:

"ياجيل هنيكن" المؤرخ العسكري وبعد استعراض قائمة الأسلحة التي اشتريناها من روسيا "يتساءل عن سببها.. وكيف تحدث في بلد يعاني اضطرابات داخلية؟ لكنه يقول هل سببها حماية حقول الغاز؟ ويجيب: أفهم أن ذلك يتم كما نفعل في إسرائيل من خلال الزوارق ومضادات الصواريخ وليس بمروحيات هجومية وحاملات طائرات قادرة على حمل مئات الجنود وإنزالهم في مكان آخر"!

ثم يعود للتساؤل: هل السبب تسهيل الوجود الروسي -كانت ترجمة الموقع هي توفير الملاذ الآمن لروسيا-؟ العلاقات في تنام إلى حد السماح للطائرات الروسية باستخدام المطارات المصرية (في إشارة إلى مذكرة تفاهم تسمح للبلدين بالتدريب واستخدام المطارات والقواعد لكلا البلدين)!

"اوفير وينتر" الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بالقدس يقول: إن مصر تريد أن تعود -تعود- قوة رائدة في العالم العربي"! واستخدم تعبير Make Egypt great again على غرار شعار ترامب عن أمريكا في انتخاباتها الرئاسية Make America great again باستعادة أمريكا العظمى أو كما ترجمها الموقع بالرائعة!

على كل حال هذه نماذج من التتبع الإسرائيلي للعلاقات المصرية الروسية، والهلع الصهيوني يسعدنا جدا، وسيسعدنا أكثر عند إتمام صفقات غاية في الأهمية بعضها سيعلن عنه وبعضها لن يعلن عنه، أو كما قال السفير الروسي بالقاهرة عند سؤاله على صواريخ (اس 400) وبيعها لمصر حين قال أفضل وأذكى رد "إن الأمر متروك لوزارة الدفاع المصرية.. ونحن نحترم آراءها جدا"!

ونحن أيضا نحترم الروس جدا!
الجريدة الرسمية