في ذكرى ميلاد البنا.. 3 دول تحملت الجزء الأكبر من جرائم الإخوان
لم تترك جماعة الإخوان الإرهابية دولة، إلا وتركت فيها بصمتها من التطرف والعنف والإرهاب؛ من المحيط للخليج، تحملت الأمة إرث التكفير، وبسببها غابت الديمقراطية والحريات عن المنطقة بأكملها، ولكن هناك 3 دول على رأسها مصر، تكفلت بالجزء الأكبر من إرهاب الإخوان.
في مصر، لم يقف تاريخ العنف والقتل والترويج على ما بعد ثورة 30 يونيو، التي أزاحت الجماعة عن الحكم، ولكنه كتاب مخضب بالدماء منذ 90 عاما، وتحكي سطوره كيف مارست القنص، والقتل، واغتيال رجال الدولة، والتوسع في التفجير والتخريب.
منذ عام 1941، بدأت البصمات الإرهابية تظهر بشكل ممنهج في الفكر الإخواني، انتشرت التصفيات الدموية في البلاد، مما أجبر حكومة النقراشي، على إصدار أمر عسكري بحل جماعة الإخوان عام 1948، وتبع هذا الأمر إصدار أوامر عسكرية أخرى، بتصفية شركاتهم، وتأميم أموال الجمعية، وتخصيصها في الوجوه العامة التي يقررها وزير الشئون الاجتماعية، فأحدث هذا خللًا في تركيب الجماعة التي كانت تربح أموالًا طائلة، وإثر ذلك، قتل النقراشي في نفس العام، ودفعت الإخوان ثمنا لذلك، باغتيال البنا نفسه عام 1949.
بعد تولي الرئيس عبد الناصر، أعطى الفرصة للجماعة، إلا أنهم وبعد سلسلة من الأحداث الدرامية، حاولوا قتله في ميدان المنشية بالإسكندرية، ليتم اعتقالهم وتصفيهم نشاطهم، وكما حدث مع عبد الناصر، تكرر السيناريو مع السادات، الذين انقلبوا عليه هو الآخر، بعدما أخرجهم من السجون، وارتكبوا سلسلة جرائم انتهت باغتياله في حادث المنصة الشهير عام 1981.
قبل ثورة 30 يونيو 2013، وعزل الإخوان عن الحكم، قتلت الجماعة 107 مصريين، قبل فض اعتصام رابعة، منها 82 في اشتباكات، و22 حالة تعذيب حتى الموت و3 قتلى بالعمد، وبعد الفض، حرقت قسم شرطة كرداسة وقتلت الضباط ومثلت بجثثهم في سابقة لم تعرفها مصر، وارتكبت وتعاونت مع جماعات إرهابية أخرى، في سلسلة من العمليات الإجرامية، توجتها باغتيال النائب العام هشام بركات في 29 يونيو 2015.
كما أحرقت أكثر من 82 كنيسة في المنيا وأسيوط والفيوم، ووقفت وراء التفجير الانتحاري للكنيسة البطرسية بالعباسية، بالإضافة إلى نهب وتدمير متحف ملوى، وشكلت حركات عقابية إرهابية، لاستهداف الجيش والشرطة والشخصيات السياسية والقضائية الرفيعة في البلاد من معارضيها.
في اليمن ارتكبت الإخوان أبشع الجرائم، بسبب سعيها للسيطرة على الدولة؛ استثمر حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، انتشاره الكبير في مدينة تعز، لعقد صفقات مع الحوثيين، وضرب الأسافين وزرع الخلافات بين قوات التحالف العربى لدعم الشرعية في اليمن، وأظهروا تصرفات عدائية وانتقامية تجاه جميع مخالفيهم.
قتلوا، وقطعوا ألسنة صحفيين وشعراء، وضربوا أدباء، واعتدوا على خطباء مساجد، وعقدوا الصفقات السرية مع الحركات الإرهابية، وتعاونوا مع إرهابيين ومجرمين، واستثمروا مشاركتهم في السلطة، لتنفيذ حملة إقصاء وتهميش واجتثاث واسعة النطاق لمعارضيهم، الأمر الذي أدى لأزمة كبرى في عمل الجهاز الإداري للدولة.
ولم تكتفي بذلك فقط، بل أطلق حزب الإصلاح مليشياته، لتفخيخ وتفجير المنازل، والتهديد بالاغتيال، ومع مرور الوقت تضاعفت خيانات حزب الإصلاح وظهر وجهه الحقيقى للجماعة، فقامت بعمليات سرقة ونهب وسرقة فضح منها إخفاء مليار ريـال كانت مخصصة لعلاج الضحايا من المدنيين، بالإضافة إلى 3 مليارات أخرى، خصصها التحالف العربى لتحرير مدينة تعز من قبضة الإرهاب، واستولت الإخوان على المبالغ، ولم تشارك في النهاية بالحرب على الحوثيين.
في سوريا، كانت الإخوان أهم ركن في إيصال المشهد لما انتهى عليه؛ شكلت الجماعة عصابات أسمتها الطليعة المقاتلة، ورأسها القيادي المتطرف بالإخوان أيمن الشربجي، الذي لم يتوانى، ليس فقط عن تدمير البلاد، والتحالف مع الجماعات الإرهابية، بل وشكل خلية اغتيال لرجال الدين والسياسيين، وحتى أستاذة الجامعات لم يسلملوا منهم، على رأسهم محمد الفاضل، رئيس جامعة دمشق، وأحد أهم خبراء القانون في تاريخ البلاد.
ولم يفلت من الإخوان الصحافة والإعلام، فتولت مليشياتها تفجير مبان أكبر وأوسع الصحف السورية انتشارا، وعلى رأسها تشرين، والبعث، والثورة، وكانت هذه العمليات بداية لسيطرة إعلام الإرهاب على الساحة، وظل سنوات يعبث بحركة تدفق الأخبار، وأهل المنطقة لما سمي بالحرب الفكرية، التي مكنت داعش من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، لتصبح بتر الجماعة الخيار الأوحد لتطهير المنطقة من العنف والإرهاب.