محمد عادل فتحي يكتب: غياب التخطيط
إلى متى ستعاني الكرة المصرية من غياب الرؤية والتخطيط؟.. سؤال يبدو سهلا ولكني لا أستطيع أن أضع إجابة له في ظل ما أشاهده من مظاهر للعشوائية والتخبط في اتخاذ القرارات لا سيما المهمة والمصيرية منها، فما زلنا على موعد مع مزيد من الفصول العشوائية، فقد طالعت أخبارا عن نية اتحاد الكرة اتخاذ قرار بمعاملة لاعبي شمال أفريقيا معاملة اللاعبين المصريين وهو ما يعد بمثابة بداية النهاية للكرة المصرية، واستمرارا لمسلسل التخبط في القرارات وكأننا على موعد مع نوع جديد من القرارات غير المدروسة، فقد استيقظنا الموسم الماضي على قرار غير مدروس بمعاملة السوريين والفلسطينيين معاملة المصريين وبدأت معه هوجة غريبة من التعاقدات للاستفادة من العرض وسرعان ما تم التراجع عن الفكرة بعدما أثبتت فشلها وها نحن الآن أمام كارثة أكبر إذا ما تم تطبيقها فهذا القرار الذي لا يعلم أحد أي تفاصيل عنه ولم يتم مناقشته من جانب القائمين على الكرة مع الأندية المعنية بالأمر ولا نعلم ضوابطه أو شروطه. إذا ما تم تطبيقه فهذا القرار إذا ما تم اتخاذه بالفعل سيزيد من معاناة الكرة المصرية التي من الأساس تعاني من ندرة وقلة المهاجمين المميزين فكل الأندية تمتلك الآن مهاجمين أفارقة فما بالكم لو تم الاستعانة بلاعبي شمال أفريقيا.. كما سيتم القضاء على المواهب الشابة وعلى من يدافع بحجة أن المعاملة متبادلة وأن اللاعبين المصريين سيعاملون في شمال أفريقيا بنفس السياسة أؤكد لهم أن الظروف مختلفة في هذه الدول عن مصر، ويكفي أن الجزائر لا تسمح بالمحترفين الأفارقة في أنديتها وأن هذه الدول تمتلك ذخيرة كبيرة من المحترفين على مستوى العالم، كما أن المقابل المادي سيلعب دورا كبيرا في انتشار لاعبي شمال أفريقيا في مصر والعكس صحيح.
اللخبطة المصرية والحالة التي نمر بها غريبة وتأتي هذه الفكرة استكمالا للتخبط في ملف الحكام فلم يصل أي خطاب من الاتحاد للأندية بخصوص الاستعانة بحكام أجانب إلا بعد أزمة المقاولون ومباراة بيراميدز وفوجئنا بأن التحكيم في مسابقة كأس مصر يتم بأربع حكام فقط دون إخطار أيضا ولا نعلم ما سيتم في باقي الأدوار وأصبحنا في انتظار المفاجآت تباعا في هذا الملف.
الأمر لم يقف عند ذلك وامتد للتخبط في جدول مباريات الدوري ومواعيد المباريات فالتأجيلات أصبحت سمة سائدة هذا الموسم بسبب وبدون سبب ولا أحد يعلم متى وكيف سيتم لعب كم المؤجلات الكبير حتى الآن.
عتابي الأول والأخير سيكون لرؤساء الأندية أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة فلا أحد يعنيه ما يحدث في الكرة المصرية ومستقبلها الذي أصبح على المحك فلم أجد أي تحرك لمناقشة أزماتنا، وعمل وقفة لتصحيح المسار فالكل متفرغ لمصالحه وأتمنى أن يعي الجميع أن الأزمات ستؤثر على الجميع في النهاية وأتمنى أن يخيب ظني ويستمع أحد لما نقوله أو أن يتحرك أي مسئول عن الكرة في مصر ويرد على التخوفات الكثيرة.