5 أسباب تهدد مسيرة منتخبي «الشباب والناشئين».. غياب التخطيط في المقدمة.. المجاملات وضعف الإعداد سبب الانتكاسات.. الأجهزة الفنية الضعيفة سبب الخسائر.. و«المصالح الشخصية وهيمنة الأندية
بات منتخبا مصر للشباب مواليد 97 وشقيقه الأصغر منتخب 2000 مهددين بالفشل، والسير على درب أسلافهما من المنتخبات المصرية التي فشلت على مدى الثلاث سنوات الماضية، في التأهل لأي بطولة من بطولات الأمم الأفريقية في جميع المراحل السنية.
فشل المنتخبات
وبدأ المنتخب الأول ظاهرة الفشل، بعد خسارته مع شوقى غريب في التصفيات لأمم أفريقيا 2015، والتي أقيمت في غينيا الاستوائية، مرورًا بمنتخب 95 الذي لقي نفس المصير على يد ياسر رضوان، ومنتخب 98 الذي خرج من تصفيات الأمم الأفريقية على يد جمال محمد على، وأخيرًا المنتخب الأوليمبي الذي أخفق في التأهل للأولمبياد على يد حسام البدر، والذي كانت صدمته كبيرة بعد أن عقد عليه الجميع الآمال لانتشال الكرة المصرية من كبوتها وإعادة الهيبة إليها.
الغريب أنه في كل مرة، كان يخرج فيها أحد هذه المنتخبات من التصفيات، كان يخرج علينا مسئولو اتحاد الكرة ليسوقوا إلينا المبررات والأعذار، وأن اتحاد الكرة سيشكل اللجان ويستعين بجهابذة الخبراء لتصحيح مسار المنتخبات المصرية وكأنهم استفادوا من أخطائهم، لنستفيق بعدها على صدمة جديدة وفشل جديد لأحد المنتخبات وكأن مجلس الجبلاية أدمن الفشل..
أسباب الفشل
وترصد "فيتو" أسباب فشل المنتخبات المصرية في عهد المجلس الحالى والتي يأتى في مقدمتها، غياب التخطيط، والمجاملات في اختيار الأجهزة الفنية، وضعف برامج الإعداد، وهيمنة الأندية، وإهمال المشرفين على المنتخبات من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد.
غياب التخطيط
فشل مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى برئاسة جمال علام منذ توليه المسئولية، في طرح خطة علمية ورؤية مستقبلية، يتم من خلالها وضع تصور شامل، لكيفية تكوين هذه المنتخبات وتوقيتات تكوينها بما يتناسب والارتباطات الدولية التي تنتظرها بما يتيح الوقت الكافى لإعدادها وثقلها بشكل قوى للمشاركة في هذه البطولات، حتى أن جميع المنتخبات الوطنية تم تكوينها وتشكيل أجهزتها الفنية، دون أن يحدد لها أجندة معلومة لمعسكراتها أو مبارياتها الودية وأطراف هذه المباريات كما تفعل معظم الدول المحترمة، وتركت كل أمورها للصدفة والاجتهاد فكان الفشل هو المصير المحتوم لها جميعًا.
المجاملات
تسبب حرص مجلس إدارة اتحاد الكرة، في تسديد فواتيره الانتخابية، ورغبة كل عضو داخل المجلس في مجاملة أصدقائه وأنصاره بالجمعية العمومية، في اختيار أجهزة فنية ضعيفة لمعظم المنتخبات المصرية، بعيدًا عن إعمال معايير الخبرة والكفاءة والسيرة الذاتية، وهو ما أكده الدكتور عمرو أبو المجد، المدير الفنى السابق لاتحاد الكرة، لتقديم استقالته من منصبه، بعد أن فوجئ بمجلس الإدارة يتجاهل المعايير العلمية التي وضعها ليتم على أساسها اختيار الأجهزة الفنية ويضرب بها عرض الحائط.
ضعف الإعداد
عانت المنتخبات المصرية في مختلف مراحلها في عهد المجلس الحالى في غياب برامج الإعداد وضعف الاحتكاك، وصعوبة الاتفاق على مباريات ودية نظرًا لانعدام التخطيط وعدم وجود أجندة واضحة المعالم لمباريات المنتخبات، فكانت النتيجة مواجهات ضعيفة مع منتخبات من الهواة أضرت المنتخبات المصرية لأنها لم تظهر المستوى الحقيقى للأجهزة الفنية المسئولة عن هذه المنتخبات.
هيمنة الأندية
عانت الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية خلال السنوات الثلاث الماضية، في صراعاتها مع الأندية عند استدعائها اللاعبين الدوليين للمعسكرات، ورفضت معظم الأندية ترك لاعبيها للمنتخبات الوطنية بحجة اعتمادها على هؤلاء اللاعبين في البطولات الأفريقية والمحلية، وتمسكت هذه الأندية باللوائح التي تمنع انضمام اللاعبين الدوليين للمنتخبات إلا في مواعيد الأجندة الدولية، وساعدها على ذلك ضعف اتحاد الكرة وهيمنة الأندية أصحاب القرار داخل المجلس، وهو ما أربك حسابات معظم الأجهزة الفنية للمنتخبات.
إهمال المشرفين
رغم الصراعات الكبيرة التي شهدها مجلس جمال علام، ورغبة كل عضو في الإشراف على أحد المنتخبات الوطنية، فإن كل من تولى الإشراف على أحد المنتخبات من قبل أعضاء المجلس أهمل احتياجات أجهزتها الفنية، وتجاهل زيارة معسكرتها وحضور مبارياتها الودية، واكتفوا فقط برئاسة بعثات هذه المنتخبات للفسح والاستجمام.
ولأن كل الأسباب السابقة مازالت قائمة لم تتغير، بل زاد عليها انشغال غالبية أعضاء المجلس بالاستعداد لانتخابات الجبلاية المقبلة، وسعى كل منهم وراء مصالحه الشخصية وسبوبته، فإن الفشل بات هو المصير الحتمى لمنتخبى 97 بقيادة معتمد جمال، ومنتخب 2000 بقيادة عمرو أنور، لاسيما أن كلا المنتخبين يعانى بشدة حاليًا من عدم توافر مباريات ودية، على الرغم من اقتراب انطلاق المباريات الرسمية لكلا المنتخبين في مارس وأبريل المقبلين بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية.