السيسي والإخوان
لم يكن الرئيس السيسي يحتاج إلى أن يؤكد لصحيفة الشاهد الكويتية أنه لن يكون هناك دور للإخوان طالما هو موجود في موقعه.. فهذا أمر صار مؤكدا لدى الكثيرين الآن الذين يتابعون ويرصدون كيف ينظر الإخوان للسيسي باعتباره العدو الأول لهم.. وكيف يسعون بكل السبل للنيل منه.
فهم يعتبرونه المسئول الأول عن طردهم من الحكم الذي ظلوا يحلمون به أكثر من ثمانية عقود، وعندما ظفروا به لم يستمتعوا به إلا عاما واحدا فقط، بينما كانوا يخططون للاحتفاظ به للأبد!.. ولذلك رفض الإخوان في الثالث من يوليو دعوة السيسي للمشاركة مع كل ممثلي القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع لصياغة خارطة للمستقبل..
ثم رفضوا دعوة الرئيس المؤقت عدلي منصور للمشاركة في الحكومة واستمرار دورهم في الحياة السياسية.. وبعدها رفضوا كل الدعوات التي وجهت لهم من مؤسسات الدولة لفض اعتصام رابعة والنهضة سلميا، وأصروا على ممارسة عنف واسع، استهدف قوات الشرطة والجيش وأيضًا المواطنين العاديين، انتقاما منهم على مطالبتهم بإسقاط حكمهم.
بل حتى حينما مضينا قدما في تحقيق خارطة المستقبل بنجاح، وصار حكم الإخوان بالنسبة إلى الدول التي انتفضت لدعم الإخوان بعد الثالث من يوليو مجرد ماض مستحيل عودته، وشعر الإخوان باليأس في استعادة حكمهم مجددا، تركزت كل أحلامهم على التخلص من الرئيس السيسي شخصيا، وانخرطوا في تنظيم المؤامرات عليه..
إنه هو العدو الأول لهم.. وسوف يظل كذلك اليوم كما كان بالأمس، وغدا أيضا، سواء وهو داخل القصر الرئاسي أو خارجه.. فهو الذي أجهض حلمهم في حكم مصر والسيطرة عليها.. وهذا حقيقي فهو ومعه بقية قيادة القوات المسلحة اتخذ قرارا جسورا في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ بمساندة الشعب المصري في مطلبه الأساسي بالتخلص من حكم الإخوان الفاشي المستبد..
ولولا هذه المساندة لكان حالنا مختلفا تماما.. لكان الإخوان قد أحكموا سيطرتهم على البلاد وأخونوا كل مؤسساتها وشوهوا هويتنا الوطنية وقودوا دولتنا الوطنية.. لذلك لا مكان بالفعل للإخوان في وجود الرئيس السيسي، ويجب ألا يكون لهم مكان أيضا بعده.