رئيس التحرير
عصام كامل

سر انخفاض منسوب نهر النيل في فصل الشتاء.. وزارة الري تلجأ لتقليل المياه المنصرفة من السد العالي استعدادا للأمطار.. المحاصيل الشتوية أقل استهلاكًا للمياه.. وجدل سنوي بين المواطنين

انخفاض منسوب نهر
انخفاض منسوب نهر النيل


انخفاض منسوب نهر النيل، ظهور قاع المجرى الخالد، عبارات تنتشر خلال الفترة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وينقسم الجمهور المتابع لتلك العبارات ما بين متخوف ومتسائل، فيما تستغل بعض وسائل الإعلام تلك العبارات في الترويج لما ينتظر مصر من عطش مائي،ـ فيما ذهبت وسائل تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية إلى أن هذا الانخفاض بسبب سد النهضة.



الحقيقة
المتابع لتلك الأخبار على مدار السنوات الماضية يعرف أنها تظهر في توقيت واحد، وتحديدًا بداية من شهر أكتوبر وحتى مارس من كل عام، وانخفاض منسوب النيل في تلك الفترة ليس من قبيل الشائعات ولكنه حقيقة، بل وتقوم بها وزارة الري متعمدة ذلك، وهو ما نشرحه خلال السطور التالية.

دورة نهر النيل
تتعامل وزارة الري مع نهر النيل من خلال بوابات السد العالي، وهي بوابات تحتجز مياه بحيرة ناصر التي تعد المخزون الإستراتيجي من المياه، وتبدأ دورة نهر النيل الدورة بفيضان نهر النيل منتصف أغسطس وينتهي في أكتوبر، بعد أن يمنح مصر 55 مليار متر مكعب من المياه.

وبمجرد تخزين مصر لحصتها المائية تبدأ وزارة الري في تصريف تلك المياه من خلال البوابات حسب ما تحتاجه مصر، ففي فصل الصيف يتم تصريف كميات كبيرة من المياه لتغطية زراعة المحاصيل الصيفية المستهلكة للمياه، بجانب تغطية كافة النشاطات الأخرى من مياه الشرب.

وفي فصل الصيف يظل منسوب المياه مرتفعا نظرًا لعدم وجود أي مصادر أخرى للمياه مثل الأمطار، وبالتالي يظهر نهر النيل بصورة طبيعية.

انخفاض المنسوب
في منتصف سبتمبر ومع بشائر فصل الخريف تبدأ وزارة الري في تقليل الكميات المنصرفة من المياه، ما يؤدي إلى ظهور انخفاض منسوب نهر النيل، وظهور قاع النهر الخالد في بعض الأماكن.

وزارة الري تلجأ إلى هذا السلوك، حتى يكون نهر النيل قادرا على استقبال مياه الأمطار التي تصل إلى حد السيول في بعض الأماكن، وفي حالة عدم لجوء وزارة الري إلى هذا السلوك، تخرج مياه النهر إلى الشوارع، لأن الأمطار وقتها تصبح عبئا إضافيا على سعة نهر النيل.

سبب آخر يدفع وزارة الري إلى اتخاذ هذا الأسلوب، وهو أن المحاصيل الشتوية لا تستهلك المياه بكميات كبيرة، بجانب أن بعض الزراعات يتم ريها فقط من خلال الأمطار، وهو ما يؤدي إلى الحفاظ على تلك المياه خلف السد العالي بدلا من صرفها في نهر النيل.
الجريدة الرسمية