«غنوة» ودروس الرحيل الحزين!
كل هذا الحزن الذي نراه على رحيل الفنانة الشابة "غنوة" وما قاله وكتبه عنها من عرفوها يشهد لها ولمسيرتها القصيرة جدا.. خصوصا في الشخصي من حياتها حيث شهدوا لها ببر والديها وارتباطها بهما والتزامها بأصول الصداقة الحقيقية لكل أصدقائها.
والتناول الواسع لحوادث الطرق في مصر خصوصا بعد كل حادث مؤلم ومؤثر لا ينبغي أن يتوقف إلا بعد حلول حقيقية للظاهرة المؤسفة التي تتسبب في آلاف الأحزان سنويا.. كما أنها أحد المآخذ على حال الطرق في مصر.. ومنها إلى المآخذ على السياحة في بلادنا.
ورغم كل الهوجات السابقة عقب حوادث كبيرة وقعت إلا أن الأخطاء كما هي لم تتأثر ولم تتراجع.. وفيما يبدو أنها لن تتأثر ولن تتراجع إلا بتشريعات جديدة أو خطط متطورة.. لم تزل سيارات النقل الثقيل تترك أماكن السير المخصص لها وتسير في مكان آخر ولم تزل حمولات النقل أيضا تتجاوز المسموح.. ولم تزل سرعات سيارات الربع النقل تتجاوز حدود المعقول داخل وخارج المدن.
ولم تزل سيارات البعض تخالف المرور وقواعده لمجرد وظيفة صاحبها أو الإشارة الموضوعة على السيارة.. وهي كلها من سمات الأمم ذات التصنيف المتأخر في سلم الحضارة والتحضر!
التأفف سيد الموقف أن طلب رجال المرور الالتزام بقواعد المرور ومنها وضع الحزام.. والحال نفسه عند أي إجراءات ضد "الركن" الخاطئ والمخالف.. وتبقي فينا عيوب كثيرة تحتاج أيضا إلى حملات توعية ونحن نشاهد هذا الكم من المخالفات!
سألوا البعض عن "غنوة" فمنهم من أشاد بها وشجعها حتى لو لديه ملاحظات على قدراتها لكنه تذكر أن الكلمة الطيبة صدقة.. بينما قال آخرون عكس ذلك بما أزعجها وسبب الألم لها.. اليوم وهي بين يدي ربها -وكل العزاء لأسرتها وأصدقائها وجمهورها- وقد تركت الدنيا بما فيها وبمن فيها فهل ننتبه أن بعض الكلام قاتل وبعض الحروف كسهام مسمومة؟
كل الدعوات لها بالرحمة وكل من رحل مثلها في ظروف شبيهة وقد صاروا في ذمة ربهم وهو أرحم الراحمين!