لارا قاسم.. أمريكية تناصر فلسطين تضرب علاقات بين نتنياهو وترامب
يجيد الصهاينة تصدير شعارات التسامح، وإظهار الاحتلال في وضع الدولة المظلومة التي تدافع عن نفسها، متجاهلة المجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، وعمليات الذبح الممنهجة التي تطول الأطفال قبل الشيوخ، والنساء قبل الرجال، ضاربة بكل القوانين والانتقادات العالمية عرض الحائط، وذلك على خلفية دعم واشنطن لها، لكن أزمة الطالبة الأمريكية «لارا قسمت» قد تعكر صفو شهر العسل الذي لا ينتهي بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكالة "بلومبرج" الأمريكية سلطت الضوء على قضية «لارا» التي احتجزتها قوات الاحتلال لمدة أسبوع في مركز بمطار بن جوريون، بتهمة أنها ناشطة تدافع عن حقوق الفلسطينيين، وتتبع حركة "بي دي إس" التي تنتقد سلوك الاحتلال.
بي دي إس
هي حركة فلسطينية تدعو لمقاطعة دولة اليهود وسحب الاستثمارات منها، وتطبيق عقوبات عليها، ونشطت بشكل كبير منذ عام 2017، وتمكنت من تكبيد إسرائيل ملايين الدولارات، ويمنع النشطاء بها من دخول دولة الاحتلال بزعم أنها غير قانونية، ليس فقط ذلك بل إن أعضاءها مدرجين على القوائم الإسرائيلية للقبض عليهم.
مجرد طالبة
الطالبة الأمريكية التي تبلغ من العمر 22 عاما، من ولاية فلوريدا، ترأس حركة الطلاب الوطنيين من أجل العدالة الفلسطينية التابعة لـ"بي دي إس"، والتي تتكون من 54 طالبا فقط، وتركز نشاطها على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ورغم أنها مجرد طالبة ترأس حركة صغيرة بالجامعة ألا أن سلطات الاحتلال سارعت للقبض عليها.
استكمال الدراسة
القاسم التي أكدت أنها التحقت بالدراسات العليا في الجامعة العبرية في القدس، وصلت إلى إسرائيل بتأشيرة طالب صادرة عن القنصلية الإسرائيلية بميامي الأمريكية لاستكمال الدراسة، ورغم ذلك تم منعها من دخول البلاد.
شكوك
وتعلق "بلومبرج" على حظر دخول القاسم إسرائيل، موضحة أن السلطات تشك في القاسم لكونها على علاقة بالحركة الفلسطينية وتدعى أنها جاءت لبلادهم لدعم قضيتها ماديا ولذلك منعتها، مؤكدة أنه لا شيء من تلك المزاعم يجعل الحكومة لها الحق في سجنها ورفض دخولها.
قمع الحرية
القاسم مثال واضح على تكميم الأفواه في إسرائيل، وإصابة الحكومة والمسئولين بحالة من الذعر من أي شخص يدعم الفلسطينيين مهما ضعفت قدراته، خاصة أن الحركة وصلت هذا الصيف لمستوى جديد عندما انتقد وزير الشئون الإستراتيجية بدولة الاحتلال الحركة ووصفها بأنها تمثل خطرا على إسرائيل، مدعيا أنها تستمد أيديولوجيتها من السلطة الفلسطينية وحماس.
تهديد مزيف
الوكالة الأمريكية أكدت أن الحركة لا تمثل أي تهديد على المجتمع اليهودي ولا أمن إسرائيل، خاصة وأن العديد من المحللين أكدوا ذلك، موضحين أن لارا لم تكن لتقدر على إحداث أي خطر بإسرائيل، فهي مجرد طالبة في النهاية.
صراع داخلي
الجامعة العبرية دعمت دخول الطالبة، ويساورها القلق من أن حظر الطلاب النشطاء سيؤدي لتشويه سمعتها ومكانتها عالميا، في حين قوبل ذلك التأييد باتهامات من قبل حكومة نتنياهو بأنه تسييس للأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، مدعية أن موقفها يلحق الضرر بالمجتمع الإسرائيلي.
وأكدت بلومبرج أن أزمة لارا تضر بإسرائيل في كل الأحوال، وقد تؤثر على العلاقات بين البلدين، وتناقض ادعاءات الدولة حول التسامح والحرية، مؤكدة أن ذلك التصرف يؤكد أن إسرائيل باتت لا تضع حدودا ويمكنها الاعتداء والإساءة لأي دولة، بغرض تحقيق مصالحها.