أين الرقابة الإدارية؟!
شهدت الأعوام الأخيرة نشاطا كبيرا لهيئة الرقابة الإدارية حاز على اهتمام إعلامي خاص وكبير.. وقد شهدت الهيئة مؤخرا تغييرا في قيادتها، ومنذ أن حدث ذلك لم تعلن الهيئة عن قضية فساد جديدة، رغم أنها كانت من قبل تعلن عن المزيد من قضايا الفساد التي طالت مسئولين كبارا.. لذلك صار هذا السؤال مطروحا من قبل كثيرين الآن: أين الرقابة الإدارية؟.. وهو سؤال يثير الكثير من الأسئلة الأخرى حول توجهاتها ونشاطها ودورها في ظل قيادتها الجديدة.
وقد تعددت الاجتهادات في هذا الشأن بحثا عن إجابة لهذا السؤال الذي أتصور أنه سيختفي من الساحة ولن يصبح مطروحا بعد أول قضية فساد جديدة ستعلن عنا الهيئة.. وتباينت هذه الاجتهادات ما بين من يرى أن هيئة الرقابة الإدارية في سبيلها لتغيير منهج عملها، ومن يرى أن الهيئة في ظل قيادتها الجديدة تحتاج لوقت لإعادة الهيكلة وإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية لها، وأيضًا من يرى أن الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به الهيئة من قبل في ظل قيادتها السابقة هو الذي إصابة التغيير.
ولكن يظل كل هذا لا يتعدى نطاق الاجتهاد القابل أن يصيب أو يخطأ.. ويبقى أن الهيئة وحدها بعملها ونشاطها هي التي ستجيب وحدها على هذا السؤال الذي يطرحه البعض لأنها لم تعلن عن مزيد من قضايا الفساد بعد التغير الذي حدث في قيادتها..
ويبقى أيضا أن مجرد طرح هذا السؤال من قبل الرأى العام يعنى رغبة في استمرار دور هيئة الرقابة الإدارية في التصدى للفساد، بكل أنواعه الكبير والصغير، ويعكس حرصا على المضى قدما في حرب الفساد مثلما نفعل في حرب الإرهاب.