لماذا يفر شباب الإخوان من جحيم تركيا؟.. يتلاعبون بهم لصالح أجندات خاصة.. عملوا بالسخرة في قنوات إسطنبول.. يرفضون الذهاب إلى منافي التنظيم القديمة.. وباحث: امتهان كرامتهم دفعهم للهروب من مستنقع الجماعة
لم يمض أسبوعان على استغاثات شباب جماعة الإخوان الإرهابية، لإنقاذهم من جحيم تركيا، التي باتت أكبر مستودع لتأديب الخارجين على منهج الجماعة الأم، والمتمردين على قوانينها النازية، حتى بدأ الشباب في الهجرة إلى دول أخرى، يستطيعون فيها الفرار من جحيم التنظيم.
لا عودة للمنافي القديمة
بحسب أحد الإعلاميين السابقين في قناة الشرق، بدأ العديد من الشباب مغادرة إسطنبول وضواحيها، إلى بلدان أخرى، على رأسها ماليزيا، والسويد، وباكستان، واللافت أن المنافي القديمة للإخوان مثل بريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، لم تعد على رأس الأولويات للشباب، حتى يبتعدوا تماما عن أي وصاية من الجماعة وقيادتها.
كان سيناريو الترهيب للإعلاميين المتمردين على الجماعة وحلفائها، وخاصة في قناة الشرق، بدأ قبل نحو ثلاثة الأعوام، وطالبت حينها الإخوان الحكومة التركية بالتراجع عن قرار فتح جامعاتها أمام الطلاب المفصولين من الجامعات المصرية، لأسباب سياسية.
القرار الذي فجر أزمات كبرى بين الشباب والكبار، هدف لإبقاء قبضة الجماعة على رعاياها، خاصة أن أعدادًا كبيرة من طلاب الإخوان، والحركات الدينية المتحالفة معها، لجأو للسفارة التركية مباشرة للحصول على تأشيرات للسفر، ودون تنسيق مع الجماعة، بما هدد سيطرتها عليهم في تركيا، مثلما كان الحال في مصر، خاصة أن طالبي اللجوء، كانوا من قيادات العمل الطلابي في الجامعات، وبعض الإعلاميين الشباب الذين لم تكن لهم تجارب موفقة في قنوات الجماعة، إبان توليها حكم مصر عام 2012.
فضح المخطط كشف الكبار
فور وضوح مخطط الكبار، هاجم الجماعة قيادات الشباب داخل مصر، وكالوا انتقادات عنيفة للعواجيز، الذي تفرغوا لملذات الحياة في تركيا والعديد من العواصم الأوروبية، في الوقت الذي يريدون تركهم يواجهون الموت بالداخل، في ظل تحريضهم الدائم على المواجهة الأمنية مع الدولة، بما فضح انتهازية الإخوان، ورغبتها في الزج بطلاب وشباب الجامعات إلى مواجهة غير محسوبة، لإبقاء مظاهرات الجامعات ورقة رابحة في يدها، تناور بها المجتمع الدولي، للتدليل على أن مصر غير آمنة، وهناك من ينادي بعودة مرسي للحكم مرة أخرى.
وأصبح الكثير من الشباب والأسر الإخوانية، على دراية بالمخطط الذي كلف الكثير منهم حياته وأمنه واستقراره؛ انكشف زيف المبادئ في الجماعة عبر السقوط الأخلاقي المتتال لقيادتها، وتلاعبهم بمصير الصف، من أجل الجلوس لأطول مدة ممكن على كراسيهم في سدة الحكم.
وجاءت أزمة قناة الشرق، التي يرأس مجلس إدارتها أيمن نور، لتعيد الاوجاع لكل الجروح التي تسببت فيها قيادة الجماعة للشباب، بعدما عاملتهم كرعايا، يعملون بالفتات في مقابل تثمين آخرين، وثقل خزائهم من دماء المغيبين والحمقى.
مستنقع الجماعة دفعهم للهرب
محمد دحروج، الداعية الإسلامي، والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن تنظيم الإخوان، طوال تاريخه، لا يعمل إلا لصالح حفنة قليلة من قيادته، وليس لديه غضاضة في الزج بالجميع بمحرقة جماعية من أجل رفاهية الكبار، وإشباعهم من الكراهية التي يبنون عليها مجدهم في الاستمرار بحكم التنظيم.
ويؤكد «دحروج» أن امتهان كرامة شباب الإخوان، دفع بهم إلى الهروب من هذا المستنقع إلى الخارج، ليبدءوا حياة جديدة مع دول أخرى، يعيش الإسلام السياسي فيها بشكل مستقر، ولا توجد لديه أزمات مع نظام الحكم، موضحا أن الجماعة أصبحت مريضة بما يسمى بالولاء والطاعة العمياء، ولن تتنازل عنه قيد أنملة.