المناضل خاشقجى!
أعجب لبعض من ينتمون للنخبة السياسية المصرية، ويتعاملون مع حادث اختفاء السعودي "جمال خاشقجى" في تركبا باعتباره حادثا راح ضحيته مناضل سياسي!.. رغم أن هذا الرجل السعودي الذي اختفى في تركيا، ويتردد أنه لقي مصرعه لم يكن في يوم من الأيام مناضلا سياسيا أو غير سياسي!..
بل كان دوما على صلة بدوائر الحكم في بلاده، وعدد من البلدان الأخرى، عربية وغير عربية.. بل إنه كان في وقت من الأوقات مستشارا لرئيس جهاز مخابرات بلاده.. وكان يكتب في صحف حكومية.. ويكتب ما يخدم سياسات حكومة بلده.. وهو في الشهور الأخيرة فقط أخذ ينتقد بعض تلك السياسات، ولذلك لم يعد يكتب في صحف بلاده..
والأكثر من ذلك أنه لم يخف تعاطفه مع الإخوان، ولذلك نلنا منه في مصر تهجما علنيا، بعد أن أطحنا بحكم الإخوان الفاشى والمستبد عام ٢٠١٣، وعايرنا خلال هذا الهجوم بما قدمه لنا الأشقاء في السعودية من دعم مالى بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣.. وبالطبع من يناصر جماعة فاشية لا يمكن اعتباره مناضلا سياسيا أو ديمقراطيا من أجل حقوق الإنسان.
لذلك فإن من يتعامل مع خاشقجى باعتباره مناضلا سياسيا إما أنه لا يعرف من هو، وهذا في حد ذاته عيب كبير، وإما يعرف وفى ذات الوقت يتخذ مثل هذا الموقف وذلك عيب أكبر يثير الشكوك في هؤلاء الذين ينتمون إلى نخبتنا السياسية.. الشكوك في قدرتهم على الفهم، وقدرتهم على اتخاذ الموقف الصحيح.. والشكوك فيما يقولونه ويفعلونه.. والشكوك في حقيقة انحيازاتهم السياسية لعموم الناس.