رئيس التحرير
عصام كامل

قبل تصفية هشام عشماوي!


لأول مرة يكون خبر سقوط إرهابي في قبضة الأمن حتى لو لدى الأمن في دولة شقيقة أكثر جاذبية من بيان رسمي آخر يقول في نفس الوقت إنه تمت تصفية أكثر من عشرين إرهابيا، وتدمير عشرات الأوكار الإرهابية!
 
هذا لا يحدث إلا لأهمية الصيد الثمين الذي كان حتى ساعات المطلوب الأول لدى أجهزة الأمن المصرية ولدي الشعب المصري كله!


هل أصبح هشام عشماوي بهذه الدرجة من فراغ؟ بالطبع لا.. إنما لخطورته.. هل خطورته كونه ضابطا سابقا؟ ليس فقط وإنما لأشياء أخرى.. هل هذه الأشياء الأخري لكونه استطاع الهرب أكثر من مرة؟ نعم ولأسباب أخرى أيضا.. فهذه الأخيرة لا تعني فقط تمتعه بقدرات خاصة، وإنما تعني أيضا إصرار أطراف عديدة على تأمينه بأي ثمن.. هذه الأطراف نفسها يهمها الآن التخلص منه، وذلك أفضل جدا من خضوعه للأجهزة المصرية!

هل يمكن إذن تصفية عشماوي في محبسه الآن في ليبيا؟ قبل الإجابة نحدد دلالات اعتقاله.. إذ يعني أولا انتصارات مهمة يحققها الجيش الليبي حتى أنه اقتحم مدينة درنة الليبية رغم وعورتها، اذ تتكون من جبال ومرتفعات يفصلها وادٍ كبير.. كما يعني أيضا أن العملية التي لم تحدث فيها اشتباكات مسلحة تمت طبقا لمعلومات دقيقة للغاية لا تتم إلا بوجود جهد معلوماتي كبير، سبق وأن أثبتت أجهزتنا الأمنية متشابكة ومجتمعة نجاحها في عمليات مماثلة..

وهذا يؤكد مدي التنسيق التام بين مصر والجيش الوطني الليبي.. وهو نفسه الجيش الذي أعلن الرئيس السيسي دعمه في الأمم المتحدة قبل أيام رغم قرار الأخيرة بمنع تسليحه.. وبذلك قدم الرئيس أمن مصر على التزاماتها تجاه المنظمة الدولية!

نعود للإجابة على السؤال المهم.. الجيش الليبي يقوم عليه ليبيون وطنيون عروبيون يؤمنون إلى أقصى درجة بالتعاون مع مصر.. وهم مثل مصر في حرب حقيقية مع الإرهاب ومع الدول التي تدعمه.. لكن الأطراف التي تريد التخلص من عشماوي باعتباره كنزا مهما لأسرار خطيرة مكنته أن يهرب من معركة على طريق السويس لنجده بعدها داخل ليبيا!

وقيل إنه فر إلى تركيا أولا ! فكيف يفعل ذلك رجل خطر يطارده الأمن؟! إلا لو كانت أطراف خطرة أيضا حمته وهربته ثم مولته، ووفرت له فرص الاتصال الآمن بمن يريد في أي مكان في العالم!، وبالتالي فقدرتها على الاختراق والتجنيد كبيرة، كما أن التخلص منه بقصف مكان احتجازه وارد.. ولذلك تقول المؤشرات إنه سيتم تسليمه إلى مصر.. بقرار مباشر أو حتى بقرار للقضاء الليبي إلا أن الأمل أن يتم ذلك بأقصى سرعة ممكنة..

وربما كانت فرق التحقيق المصرية هناك منذ فجر أمس إلا أن إجراء ذلك على الأرض المصرية أفضل جدا.. معنويا وسياسيا و.. ومعلوماتيا أيضا، ومن المنطقي أن أجهزتنا تعلم ذلك لكن دعمها شعبيا مهم !

نقف أمام إنجاز أمني مصري- ليبي.. وأمام إرهابي مجرم لكل بيت في مصر ثأر عنده.. وهذا وحده كاف لنراه هنا.. في أقفاصنا الحديدية!
الجريدة الرسمية