أكسفورد تقود أكبر دراسة جينية للكشف عن مرض السكر
نشرت جامعة أكسفورد أكبر دراسة جينية في مجلة" Nature Genetics"، من نحو مليون شخص في أوروبا وأمريكا الشمالية، للتعرف على الطرق الرئيسية التي يتطور بها مرض السكري من النوع 2، وإيجاد العديد من الجينات التي يمكن أن تساعد في إنشاء العقاقير العلاجية.
حلل باحثون من اتحاد عالمي من العلماء، وباحثون من قسم الطب في رادكليف ومركز ويلكوم للوراثة البشرية في جامعة أكسفورد، ما يقرب من 20 تريليون نقطة بيانات بالحامض النووي لإنتاج فهرس شامل، ودرس العلماء تغييرات في الحمض النووي، لفهم خطر إصابة الشخص بالنوع الثاني من داء السكري.
يحدث مرض البول السكري عندما تنخفض قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين أو تستجيب له، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، حيث يبدأ النوع الأول من داء السكري عادة في مرحلة الطفولة، ويرجع ذلك إلى الفقدان الدائم لخلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الأنسولين، يتطور داء السكري من النوع الثاني عادة في مرحلة لاحقة من الحياة، ويعتمد خطر الإصابة بمرض السكر على مجموعة العوامل الوراثية ونمط الحياة (مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، من خلال تأثيرها على وزن الشخص).
استخدم الباحثون نهجًا يسمى "تحليل ارتباط الجينوم"، والذي تضمن مسح مجموعة كاملة من الحمض النووي (الجينوم) من العديد من الأشخاص، للعثور على نقاط تشابه، أو اختلاف في تسلسل الحمض النووي في الأشخاص المصابين بمرض معين، قد جمع الباحثون بين البيانات من 32 دراسة مختلفة سابقة لتحليل الجينوم قد حلل الباحثون بيانات 898،130 شخصًا (جميعهم من أصل أوروبي).
قد تمكن الباحثون من العثور على جينات مرتبطة بمرض السكر، حيث كانت التغيرات الجينية لمرض السكري خفية، أو لأن التغييرات نفسها كانت نادرة، وجد الباحثون 400 وحدة في الجينوم البشري مرتبطة بالنوع الثاني من داء السكري.
درس الباحثون كيف يمكن للتغيرات المتعددة في الحمض النووي المرتبط بمرض السكري، أن تؤثر على خطر الإصابة بالسكري بالنسبة للأفراد، وجد العلماء أن الأشخاص الذين لديهم أعلى عدد من الجينيات المرتبطة بالسكري، كانوا أكثر عرضة بنسبة تسعة أضعاف للإصابة بمرض السكري مقارنة بالآخريين.
وقال الدكتور مارك مكارثي كبير الباحثين من قسم طب جامعة رادكليف بجامعة أكسفورد، "إن هذه التحليلات لا تشير حتى الآن إلى درجة الخطر الجيني، ولكنها توضح أن هناك مخاطر وراثية عالية جدا للإصابة بالسكر، وهي مفيدة في وضع الجهود المركزة لتحسين النظم الغذائية واللياقة البدنية".
قالت الدكتورة أنوبها ماهاجان من مركز ويلكوم للوراثة البشرية: إن فهم كيف تؤدي هذه التغيرات في الحمض النووي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري، يسمح بتحديد أهدافًا لطرق جديدة لعلاج هذه الحالة ومنعها، مضيفة أن 10٪ من الإشارات التي وجدناها في مناطق "ترميز" الجينوم تشير مباشرة إلى الجينات التي يمكن أن تكون أهدافًا علاجية محتملة.
تستند نتائج هذه الدراسة إلى بيانات من أشخاص، لديهم تاريخ وراثي بالمرض في أوروبا، لكن الباحثين يتابعون حاليًا تحليلات مماثلة في الأشخاص من مناطق أخرى من العالم، النظر في تأثير الاختلافات في الجينوم على أمراض القلب وكذلك مرض السكري من النوع 2.