رئيس التحرير
عصام كامل

«الكفيل» فوق الوطن والديمقراطية المزيفة عند الإخوان.. الجماعة تضحي بآيات عرابي وتطردها من المجلس الثوري بسبب هجومها على أردوغان.. «برهامي»: انتهازية التنظيم تكلف الأمة العربية الكث

آيات عرابي
آيات عرابي

تعري المواقف دومًا، جماعة الإخوان الإرهابية، تُظهر حقيقة مبادئها الهشة، التي تقف على أرض رخوة، تحكمها المصالح وتشكل انحيازاتها الفكرية والسياسية، رغم إدعائها الانطلاق من أرضية دينية وشرعية وقانونية، وهي الحجة التي طالما رفعتها في وجه أنظمة وشعوب لفظتها، وكشفت تجارتها بالدين والدنيا في آن واحد.


ازدواجية الإخوان

كان أمس، على موعد جديد لفضح ازدواجية الجماعة، والكيل بألف ميكال، بعدما طرد ما يسمى بالمجلس الثوري، أحد أذرع الإخوان التحريضية، الذي يتخذ من بريطانيا مسرحا للتحريض على مصر، آيات عرابي، الإعلامية الهاربة، والمقربة من جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب هجومها على تركيا، واتهامها بتدبير عملية إخفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

رغم تنمر عرابي، ومحاولتها الدائمة للظهور في ثوب المرأة الحديدية، وصراعتها التي لا تنتهي مع معارضة تركيا، إلا أن الإخوان وأذرعتها الوهمية التي شكلتها للشوشرة على مؤسسات الدولة في مصر، لم تتحرك من قبل لتحجيم عرابي، إلا عندما تلفظت بما يسيء لأردوغان، الكفيل الرسمي للجماعة في العالم.

في تاريخ الإخوان، ما يشير إلى ما هو أكبر وأفظع من التضحية بآيات عرابي، التي تسخر نفسها 24 ساعة للدفاع عن مواقف الإخوان؛ وقبل أعوام قليلة، اختارت لأبنائها الموت في سبيل مواقف عدمية للعودة للحكم، وهي التناقضات التي سبق للشيخ ياسر برهامي، القيادي البارز بالدعوة السلفية، والعدو اللدود للجماعة، فضحها، وتوثيقها في ندوات مسجلة، وسلسلة مقالات، اتهم فيها الإخوان، بسفك دماء الملايين، وتحويل البلدان الإسلامية إلى فوضى ودمار، تحت لافتة مزيفة تزعم نصرة الدين.

ولم يكن برهامي وحده الذي يرى انتهازية الإخوان واضحة، بل هاجمها واتهمها أيضا، بتغليب المصالح على دماء أبنائها، والمتاجرة بالدين، العديد من القوى الدينية، وخاصة السلفية منها، وعلى رأسهم، عبد المنعم الشحات، الداعية السلفي، الذي سرد تاريخها في التقلب من اليمين لليسار، والارتماء على عتبة كل الأنظمة السياسية.

تاريخ لا يكذب ولا يتجمل

وقال الشحات، إنها احتفت بعبد الناصر، ثم انقلبت عليه وحاولت قتله، ورفضت وقتها كل المبادرات التي طرحت للتوافق مع الدولة، واحترام القانون، ولكنهم استكبروا في الأرض، ورفضوا المصالحة، ووصل الشطط بهم إلى تخوين جميع من سعى من داخلها لإنقاذ البلاد من التشرذم، والحفاظ على مستقبل شباب الجماعة.

التاريخ الأسود في الانتهازية الإخوانية، يراها الشحات كانت تيمة لازمت الجماعة منذ تأسيسها، على يد حسن البنا عام 1928، الذي تحالف مع الاحتلال البريطاني، وقبض منه أموال على شكل إعانات، رغم معاداة بريطانيا لمصر، وانتهاج طريق عدائي يخالف مصالح الأمة المصرية.

سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى إن الإخوان ليس جديدا عليها الانتهازية، ووضع المصلحة مهما كانت التضحية في سبيلها نصب أعينهم، مؤكدا أن مجرد سرد مواقف الجماعة، منذ ثورة يناير فقط وحتى الآن، سيعرف القاصي والداني، كيف تاجروا بكل قيمة ومبدأ، حتى يتملكون من الحكم في عام 2012.

ويوضح "عيد" أن الإخوان، يحللون لأنفسهم كل شيء، وقراراتهم لا يجدون غضاضة في إلباسها ثوبًا دينيا، ويعطونها غطاء شرعيا، ولا يلزمون أنفسهم في المقابل بأدنى التزام، لا يتوافق معهم، مهما كان حجم الإجماع عليه، سواء كان وطنيا أم دينيا.
الجريدة الرسمية