مراسلو قنوات الإخوان
اتفق معها أو اختلف، تقدم الحقيقة أو نصفها، أو كل الأكاذيب يحملها أثيرها.. إلا أن الواقع يؤكد انتشار قنوات الإخوان بشكل غير مسبوق، ومن يدعي غير ذلك فهو شخص لا يرى من (الغربال) أو أنه عنيد، يصر على المكابرة لأمور لا تخص سواه.
فهذه القنوات تمد جسورها إلى قرى مصر ونجوعها، لتملأ فراغًا خلفه إعلامنا، فقد انشغلنا نحن بالشللية وأهل الثقة والمحاسيب، وانشغلوا هم بالتغلغل داخل المجتمع، واضعين نصب أعينهم جماهيرية افتقدها إعلامنا، وعلى طريقة (الجزيرة) يتم بث السم في العسل، خبر صحيح لكسب ثقة المتلقي.. يعقبه عشرات الأخبار الكاذبة التي تشعل الفتنة وتشكك في إنجازات تتحقق على أرض الواقع.
قد يقول قائل: هذه القنوات تتمتع بحرية لا يتمتع بها إعلامنا في الوقت الحالي، وتلك هي الأكذوبة التي يتكئ إليها من اخترعوا بعبع كبت الحريات ليُريحوا أنفسهم من إبداع هم خصوم له، وأتحدى أن يكون من زج بهؤلاء على الشاشة يعلم عنهم شيئًا غير تأمينهم بمرتبات لم يحلموا يومًا بها، أما تفاصيل العمل اليومي فلا علاقة لمسئول بها، ولو كان ما يروج من مراجعة (الناس اللي فوق) لما يذاع أو ينشر..
لما وجدنا هذه المهازل على الشاشات، ووجدنا هذه الأخطاء في الصحف، التي وصلت إلى حد نشر صحيفة قومية كبرى صور قديمة من مناورات النجم الساطع، فيها مسئولون سابقون، أو صحيفة أخرى بها من الأخطاء ما يجعل القارئ يدير ظهره لها خجلًا.
وقد يقول آخر: هناك بالفعل تضييق على ما يكتب وينشر، وهناك من يتم عقابه بالفعل بسبب تجاوزه الحدود المسموح بها، من الممكن أن يكون هناك بالفعل من يتم عقابه بسبب خطأ لا يستدعي، لكن هناك العديد من الذين استبعدوا كانت أخطاؤهم فادحة، وهؤلاء طالب الجمهور باستبعادهم عشرات المرات، وما لدينا من معلومات يؤكد أن من بين من استبعدوا من ارتبط ظهورهم على الشاشة بمصالحهم الشخصية فقط.
لكن المؤكد أنه لا توجد حرية إعلام مطلقة لا في أي عصر ولا في أي دولة، وكبرى المحطات والوكالات تعمل وفقًا لمصالح الدول التي تنتمي إليها، وقد تقتضي ظروف معينة تمر بها الدول من وضع قواعد مؤقتة للإعلام حفاظًا على الأمن القومي، وأعتقد أن مصر تستخدم هذه القواعد في الوقت الحالي، لكنها لم تمنع المعارضة إذا راعت هذا البعد، كما أن مراعاة الأمن القومي ليست تكئة للكسالى، فإذا كنت مبدعًا فبإمكانك أن تتحرك في المساحة الضيقة وتجذب المشاهد إذا اقتنع بما تقدم، أو اقتنع بك أولًا كمذيع أو كاتب.
عودة إلى قنوات الإخوان، التي جندت مراسلين يمدونها بالفيديوهات والأخبار الحصرية، هؤلاء يتنقلون بأريحية بين الشوارع والميادين، وتجدهم في كل المحافظات، ينقلون كواليس الأحداث، ولا أستبعد أن يكون من بينهم صحفيين يعملون حتى الآن في مؤسسات ومواقع معروفة، لما لا وأنا أعرف من دأب على صناعة أفلام لقناة الجزيرة بثتها أثناء وبعد أحداث يناير.. هو نفسه الذي تتم الاستعانة به حاليًا لصناعة أفلام تسجيلية تمهيدًا لبثها في محطات مصرية كبيرة، هذا الشخص تفنن في الإساءة لكل مؤسسات الدولة من قبل، بل إنه خدعني شخصيًا وسجل معي نافيًا أن ما يسجله للجزيرة ثم فوجئت به يحرف كلامي ويبثه ضمن فيلم تذيعه الجزيرة بين الحين والآخر لتشويه الإعلام المصري.
أما هذا الكم الكبير من المراسلين الذين ينتمون لشبكة تتبع الإخوان فما زالوا يتحركون بانسيابية في الشوارع، يسجلون مع المواطنين وبالتحديد قاطني المناطق الشعبية، مدعين أنهم يتبعون قنوات مصرية، ولهؤلاء وقفة منا لاحقًا.
الدلائل كثيرة على استعانة قنوات الإخوان بمراسلين ربما نستعين بهم نحن في قنواتنا، ولعل آخرها هذا الفيلم عن (سليمان خاطر) حيث كذب مراسلو الجزيرة على أسرته وادعوا أنهم تابعين لقناة مصرية ونجحوا في التسجيل معهم.
قنوات الإخوان تتمدد داخل المجتمع المصري، في الوقت الذي تتمدد فيه المحسوبية والشللية في القنوات والصحف المصرية. basher_hassan@hotmail.com