إنه التعصب !
عندما تتحدث عن أخطاء شخص ما وخطاياه الصارخة في حق بلده ومجتمعه، فيرد عليك بالحديث عن أخطاء وخطايا شخص آخر مشيرا إلى أنها أكبر، فاعرف أننا إزاء حالة تعصب واضحة المعالم وصارخة أيضا وتحتاج لعلاج..
وحالة التعصب في مجتمعنا للأسف ليست فردية.. كثيرون يعانون منها، ربما بدون أن يعوا ذلك.. وبسبب هذا التعصب ترتكب الكثير من الأخطاء والخطايا.. فالتعصب يقود دوما إلى التطرّف الذي يطل برأسه في كل الصدامات الدينيةً والطائفية.. والتعصب هو الذي صنع لنا فتنا رياضية، وصلت إلى حد المذابح أحيانا..
والتعصب هو الذي أودى بِنَا إلى التهلكة السياسية أحيانا أخرى، ومكن الإخوان من الوصول إلى الحكم والسيطرة على مجتمعنا في غفلة منا.. والتعصب كذلك يوفر حماية للفساد وللفاسدين ويعوق حسابهم ومعاقبتهم على فسادهم.
إن البعض منا يخفى هذا التعصب بأقنعة كثيرة.. لكنه لا يستطيع إخفاءه دوما.. وتفضحه مواقفه وتصرفاته وأعماله وكلامه.. بل لعله لا يستطيع ضبط ما يفعل أو يقول لكى لا يفصح عن تعصبه.. وعندما يترجم التعصب إلى كلام وأعمال تبدأ المشكلات في المجتمع.. ولا حل إلا بتغيير منظومة القيم في المجتمع بشكل ممنهج ومدروس.. وهذا إحدى المهام الأساسية في عملية بناء الإنسان.