ماجدة الصباحي: الفريق الجمسي دعمني في «العمر لحظة»
في مجلة الكواكب عام 1979، وفي ذكرى انتصار أكتوبر المجيد كتبت الفنانة ماجدة الصباحي في ذكرياتها عن الحرب مقالا، قالت فيه:
بعد أن حققت قواتنا المسلحة انتصاراتها في حرب أكتوبر 1973، وجدت أنني بطلة فيلم جميلة بوحريد، ويجب أن أقدم عملا يجسد ويؤرخ لتلك الحرب الشريفة، التي خضناها نحن المصريين ضد إسرائيل.
كانت هناك روايات كثيرة ونصوص أدبية متنوعة تتناول فترة الاحتلال، ومن بينها جميعا جذبني كتاب (العمر لحظة) وهو نص أدبي تأليف يوسف السباعي، وعندما عرضت على السباعي شراء الرواية ضحك، وقال: "هذا العمل يحتاج إلى مؤسسة ورجال مفتولي العضلات لإنجاز الفيلم، وليس فتاة جميلة لطيفة مثلك".
وافق على البيع، وقام مدكور ثابت بكتابة السيناريو والحوار، وطلبت من مدكور ثابت إخراج الفيلم، وبدأ التصوير، وفجأة اختفى مدكور ثابت هروبا من الفيلم، لجأت إلى المخرج محمد راضي ووافق بسعادة على إخراج الفيلم، ثم ذهبت إلى الفريق محمد عبد الغني الجمسي لأطلب موافقة القوات المسلحة على الفيلم ومساندته، وكان رجلا رائعا يتمتع بأخلاق العسكريين، وقرأ الرواية، ولم يبد أي تعديل، وقال: "نحن نعرف مدى قدرة ماجدة وحبها لمصر، وهذه أشياء دفعتنا للموافقة على الفيلم، وأصدر أوامره للجيش بدعمنا بكل ما يحتاجه الفيلم من جنود ودبابات ومعدات ومعسكرات".
لم ألجأ إلى نجم معروف، مثل: رشدي أباظة مثلا، لكني أخترت محمد خيري، وكان ممثلا صغيرا، ووافقنى محمد راضي، أيضا أحمد زكي كان ما يزال في بداياته الفنية، وكنت أقدره وأحترمه فلم أجد أجدر منه في تجسيد دور العسكري المصري البسيط الذي استشهد على الجبهة.
من الأشياء المؤسفة التي سبقت عرض الفيلم عملية اغتيال مؤلف الرواية الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة آنذاك، وفي يوم العرض حضر عدد كبير من قيادات الجيش، وتم الوقوف دقيقة حدادا على روح الشهيد يوسف السباعي.