رئيس التحرير
عصام كامل

انتفاضة يناير بين "المشير" و"الفريق".. "الجمسى" انحاز إلى الشعب فتراجع "السادات" عن قراراته فى 1977.. و"السيسى" يواجه تحديا حقيقيا فى ذكرى الثورة الشعبية

أنور السادات
أنور السادات

لا تنسى الذاكرة العسكرية للقوات المسلحة، ولا الذاكرة الوطنية للشعب المصرى المخلصين لتراب تلك الأرض من أبناء الجيش.. والمشير محمد عبدالغنى الجمسى واحد من هؤلاء الذين دافعوا عن الأرض أمام عدو الخارج، كما دافعوا عن الشعب أمام سطوة سلطان الداخل.


فى 19 يناير عام 1977 طلب السادات من "الجمسى"، القائد العام للقوات المسلحة وقتها التحرك بالجيش للسيطرة على احتجاجات الشارع على غلاء الأسعار وقتها، اشترط الجمسى على السادات للتحرك شرطين الأول عدم إطلاق الرصاص على المواطنين، والثانى تراجع النظام السياسى عن القرارات المجحفة لوزير المالية الدكتور عبدالمنعم القيسونى التى كانت السبب المباشر لتفجير تلك الانتفاضة التى أطلق عليها الرئيس السادات فيما بعد "ثورة الجياع ".

حصل المشير الجمسى على العديد من الألقاب منها "ثعلب الصحراء المصرى"، تشبيها له بالقائد الألمانى "روميل"، كما أطلق عليه لقب "مهندس حرب أكتوبر"، لوضعه دراسة حول اختيار التوقيت المناسب للحرب فيما أطلق عليه "كشكول الجمسى"، وكان أغرب الألقاب والذى التصق به ما أطلقته عليه رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير إبان حرب أكتوبر عندما وصفته بـ" الجنرال النحيف المخيف".

فى العام الذى وقف فيه "الجمسى"، موقفه البطولى أمام السادات كان الفريق أول عبدالفتاح سعيد السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الحالى، ينهى دراسته فى الكلية الحربية التى تخرج فيها 1977، حيث لم يكن قد تخرج فى الحربية بعد.

وتشير التكهنات إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، قد يواجه اختيارا صعبا فى يناير الحالى إذا ما تطور الأمر فى إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، والدلائل تؤكد انحياز "السيسى" للشعب، لاعتقاده الراسخ أن القوات المسلحة المصرية وجدت لتدافع عن الوطن وعن الشعب المصرى ككل وليس للدفاع عن أفراد وجماعات بعينها.

ووضحت سياسة الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى الحفاظ على توجه القوات المسلحة وانحيازها لصالح الشعب والوطن بعيدا عن النزاعات السياسية، كما وضح الدور الوطنى للقوات المسلحة من خلال الدعوة التى وجهها وزير الدفاع فى 11 ديسمبر الماضى إلى كل أطياف الشعب المصرى من سياسيين وإعلاميين وفنانين ورياضيين، بمن فيهم الرئيس "مرسى"، للقاء بدار الدفاع الجوى بالقرية الأوليمبية من أجل عقد حوار للخروج من الأزمة التى شهدتها البلاد عقب الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس ونص على تحصين قراراته.

فى 8 يناير الجارى وجه السيسى كلمة للقادة وضباط الجيش على هامش الاحتفالات بمشاركة كل قطاعات وإدارات القوات المسلحة فى تأمين الاستفتاء على الدستور المصرى.

وقال فى كلمته لضباط الجيش: "لقد راعيتم مصلحة الوطن والمواطن فى إيمان كامل بأن القوات المسلحة هى حامية هذا الوطن، وشعبه العظيم ودرع الأمن والأمان للدولة والمجتمع".

والسيسى من مواليد القاهرة، حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1977، حصل على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان عام 1987، وماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003 ، وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006 .

شغل منصب رئيس فرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، ثم قائد كتيبة مشاة ميكانيكى وملحق دفاع بالمملكة العربية السعودية، وقائد لواء مشاة ميكانيكى وقائد فرقة مشاة ميكانيكى، ثم رئيس أركان المنطقة الشمالية العسكرية، ثم قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، ومديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وفى أغسطس 2012 عين قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى خلفا للمشير محمد حسين طنطاوى.

وهو حاصل على ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية 2005، ونوط الخدمة الممتازة 2007 ، وميدالية 25 يناير 2012، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى 2012.

الجريدة الرسمية