رئيس التحرير
عصام كامل

ليس نصف إله.. كيف تتعامل الكنيسة نفسيا مع الكهنة؟

البابا تواضروس
البابا تواضروس

تتغير الأحوال يوما بعد آخر، يتعرض الإنسان لضغوط من شأنها التأثير عليه نفسيا، تنال من سلامته الجسدية والنفسية أحيانا، وتجور على اتزانه العقلي أحيانا أخرى، الكهنة والقساوسة بشرا في النهاية، يتعرضون لضغوط نفسية، نتيجة المشكلات التي تعرض عليهم، يحتاجون أيضا إلى قدرات خاصة للتعامل مع الأزمة.


الكهنة والقساوسة يلزمهم أيضا دورات تأهيلية، لكيفية التعامل مع المشكلات والأزمات التي يتعرض لها المخدومون في نطاق كنيسته، خاصة أن بعض هذه المشكلات قد تكون جديدة بالنسبة للكاهن أو القس.

الطوائف المسيحية الثلاثة قبل الإقدام على رسامة كاهن أو قس، يتأكدون أولا من صحة النفسية، ويجب أن يقدم ضمن الأوراق المطلوبة، خطابا من مجلس الطب النفسي يؤكد صحتة النفسية، بشرط أن يكون معتمدا من مراكز طبية محددة.

وفي سبيل إعداد الكهنة، أشرف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شخصيا على كورس تعده الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يحصل عليه الكهنة، خاصة الجدد منهم بعنوان "التدبير الكنسي والتنمية"، يحاضر فيه متخصصون.

ويأتي الكورس الذي يشرف عليه البابا تواضروس شخصيا من أجل تأهيل الكهنة للخدمة المتسعة والمطلوبة منهم، وصقل خبراتهم بشكل يسهم في دعم الخدمة الكهنوتية، وقال البابا، إن الكنيسة تقيم تلك الكورسات لتأهيل الكهنة للخدمة المتسعة والمطلوبة منهم.

ويعقد كل أسقف أو مطران اجتماعًا شهريا مع الكهنة التابعين لايبارشيته، الذين يخدمون معه، لمناقشة أوضاعهم والعقبات والمشكلات التي تواجههم، ووضع حلول لها، أو آليات جديدة لحلها، كما يتخذ الكثير من الكهنة الأسقف الخاضع له أبا للاعتراف، يحكي أمامه كل ما يؤلمه أو يتعبه نفسيا.

من جانبه قال الأب هاني باخوم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية، إن كاهن الكنيسة الكاثوليكية يحضر جلسات نفسية، حسب احتياجه الشخصي.

وأوضح المتحدث باسم الكاثوليكية، أن هناك اجتماعا شهريا للكهنة كل إيبارشية مع أسقف الإيبارشية، لعرض المشكلات، سواء رعوية أو نفسية، أو اجتماعية، مع وضع حلول مناسبة لها.

فيما قال الدكتور القس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، إن أي قائد أو يحتاج علاجا نفسيا، فالبعد النفسي مهم، والقس ليس إلها أو نصف إله، لكنه إنسان يخطئ ويصيب، ومع طول الوقت في الخدمة تضغط عليه المشكلات مما يؤثر عليه نفسيا.

وأوضح أن الكنيسة الإنجيلية لديها مراكز للعلاج النفسي، يحضر إليها القس إذا لزم الأمر ذلك، كما أن رئيس المجمع الخاضع له القس، يتابع القساوسة، وعند ملاحظة أي تغيير على سلوكياته، يتندر لذلك وينصحه بزيارة طبيب نفسي، كما يعقد اجتماع لجميع كهنة المجمع، لمناقشة أوضاعهم ومشاكلهم الرعوية وغيرها والعمل على حلها.

الجريدة الرسمية