رئيس التحرير
عصام كامل

قرارات مصيرية غيرت مصر!


التاريخ لا ينسى أبدًا قرارات مصيرية جريئة غيرت وجه الحياة على أرض مصر، وبوأتها ما تستحقه من مكانة أو أخرجتها من هوة سحيقة كادت ترمي بها في زوايا النسيان، لولا عناية الله وشجاعة رجال وضعوا أرواحهم على أكفهم لا يبتغون إلا وجه الوطن..


ومن هذه القرارات: قرار الرئيس عبد الناصر بتأميم قناة السويس 1956، وقرار الرئيس السادات بحرب أكتوبر المجيدة 1973، ثم تبعه قرار السلام الذي حرر أرض مصر بالكامل من دنس العدو الصهيوني، وتُوجت مصر بنصر عظيم نحتفل هذه الأيام بذِكراه الخامسة والأربعين.. ثم قيام ثورة 30 يونيو التي انضم إليها الجيش بجانب الشعب بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حينذاك، التي أزاحت الإخوان من سدة الحكم في مصر ثم مصادرة أموال الجماعة الإرهابية بحكم قضائي.

لا شك أن ذكريات انتصارات أكتوبر وأمجاده تحمل معها رائحة المجد والشرف، وتعيد تنشيط الذاكرة الجمعية بما كنا فيه من تحديات وآلام وانكسارات.. وكيف استطاع الإنسان المصري الشجاع التفوق حتى على نفسه ثم على عدوه المتغطرس وأعوانه، الذين أمدوه بالسلاح والعتاد والمعلومات الاستخباراتية التي أمدت في عمر المعركة الكبرى، التي كاد المصريون يحسمونها في ست ساعات فقط أفقدوا خلالها عدوهم توازنه وعلموه درسًا أحسبه لن ينساه أبدًا، بعد أن صار لمصر درع وسيف ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

من دروس أكتوبر وعبرها أن الحق لا يضيع بالتقادم، وأن عزيمة المصري لا يفت في عضدها الحديد متى آمن بحقه وتهيأت الظروف لاسترداده، وأنه لا تنقصنا القوة ولا القدرة على مسايرة أحدث مستجدات العصر، وأن المصريين قادرون على تطوير قدراتهم بسرعة مذهلة في أحلك ساعات الشدة وأكثرها إظلامًا..

والسؤال أين ذهبت تلك الروح التي أبهرت العدو قبل الصديق؟.. لماذا فرطنا فيها ولم تنشأ عليها أجيالنا الجديدة التي باتت تتخذ من أبطال المسلسلات وكرة القدم قدوتها ومُثلها العليا؟!.. للأسف انسحبت من حياتنا روح أكتوبر شيئًا فشيء حتى صار حال إعلامنا وصحافتنا على غير ما كانا عليه أيامها.
الجريدة الرسمية