ترامب ضد ترامب!
هل يمكن أن ينجح ترامب في محاولته لإقامة تحالف استراتيجي يجمع أمريكا مع دول الخليج والأردن ومصر، في ذات الوقت الذي يهاجم فيه السعودية وحكامها، ويعايرهم بأنه يحميهم؟!
الإجابة: أشك، ودليلي على ذلك، ما يمكن رصده حول مؤشرات ضيق وغضب سعودي من هجوم ترامب وابتزازه للسعودية، هذه المؤشرات بدأت تظهر في كتابات خليجية، وأيضًا سعودية تستهجن ذلك وترفضه، وتذكر ترامب أن سلفه سبق أن انحاز لإيران على حساب دول الخليج العربية، غير مكترث بأمنها، ومع ذلك لم يهتز هذا الأمن، وأنها يمكنها أن تحمي أمنها في عهد ترامب كما فعلت في عهد أوباما.
بل وتذكر ترامب بأن الحماية الأمريكية التي يتحدث عنها لدول الخليج، تحصل مقابلها أمريكا على نفوذ كبير في منطقتنا، يفيدها على الساحة الدولية، وتذكره أيضا أن العالم لا يقتصر على أمريكا فقط، وإنما يوجد فيه أيضا قوى أخرى عظمى مثل الصين وروسيا واليابان والهند.
والأكثر من ذلك، فإن بعض كتابات كويتية ينبه أصحابها دول الخليج إلى الاقتراح المصري، المطروح منذ سنوات لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة، تتولى حماية الأمن القومي العربي، وأنه حان الوقت الآن لتفعيل وتنفيذ هذا الاقتراح.
وكل هذه المؤشرات، تفيد بأن دول الخليج وعلى رأسها السعودية لن تتحمس لاقتراحه ومشروعه لإقامة تحالف استراتيجي عربي أمريكي، خاصة أنه لن يكون مجانا، بل سيكون مدفوع الأجر، والنصيب الأكبر من هذا الأجر سيكون للسعودية، وهذا ما قالته كتابات خليجية أيضا، وبذلك يجهض ترامب بنفسه فكرته.
وهكذا تقل صعوبة الرفض المصري للتورط في حلف عسكري، يسمى بالناتو العربي، وإقناع بقية الأشقاء في الخليج بهذا الرفض، وسيدرك هؤلاء الأشقاء أنه لن يدافع عنهم سوى أنفسهم، وما حك ظهرك مثل ظفرك!