رئيس التحرير
عصام كامل

آخرهم سعد الدين إبراهيم.. 3 شخصيات عامة لم تدخل جنة الإخوان ولم تنل احترام الدولة.. صاحب «ابن خلدون» يخاف الجماعة ويروج للمصالحة معها.. الأشعل ينتظر ثمن مواقفه مع التنظيم.. الهلباوي يبحث عن

الدكتور سعد الدين
الدكتور سعد الدين إبراهيم

منذ انعزال جماعة الإخوان الإرهابية عن المجتمع المصري بأكمله، وخروجها من حساباته للأبد، وهناك أشخاص يتطفلون على الأزمة، ويحاولون الظهور بشكل مختلف في دائرة الضوء، وهم لم يدخلوا جنة الإخوان، ويلم ينالوا في المقابل احترام الدولة المصرية.


سعد الدين إبراهيم

منذ سنوات، والدكتور سعد الدين إبراهيم، صاحب مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، والحقوقي المعروف، وهو يروج للمصالحة مع الإخوان، وإعادة دمجها في المجتمع، وكأن سعد الدين نسى فجأة أن الجماعة أبعد ما تكون من الانصهار في أي نظام ديمقراطي؛ إما بسبب خطابهم المخادع، أو لمشروعها الشيطاني الذي يحمل بديلا متطرفا لأدنى مفاهيم الدولة الحديثة.

خلال الأيام الماضية، دخل صاحب مركز ابن خلدون في معركة كلامية مع القيادي الإخواني حمزة زوبع بسبب تهكم الأخير عليه، ومعايرته بالسفر إلى إسرائيل والمشاركة في محاضرات داخل جامعة تل أبيب، بسبب ترويج سعد الدين لمصالحة يعرف الإخوان أن خلفها «العدم» دون غيره.

المثير للغرابة أن سعد الدين نفسه دائما يتحدث عن إيمانه بنفس الهواجس والمخاوف التي تحذر منها الدولة، ومعها جميع القوى الوطنية والمدنية؛ فالجماعة لا تقر بحق المواطـنة الكامل لغير المسـلمين، وتفرض وصايتها الدينية على الناس، ويسير معها في نفس الطريق كافة الجماعات الدينية، التي أثبت بعد ثورة 30 يونيو أنهم غير قابلين للتطور، بما أغلق الباب أمام إدماجهم في المجتمع، ولا أحد يفهم حتى الآن ما الذي يريده إبراهيم من الإسلاميين بالضبط.

عبد الله الأشعل

عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية والمرشح الرئاسي الأسبق، هو الآخر من هؤلاء الذين ضيعوا أوقاتهم على خدمة اللاشيء، يعارض وينفي انتماء للمعارضة، يوجه نقدا قاسيا للإخوان، ثم يسحبه بعد فترات قليلة، ويطالب بإعادة دمجهم في الحياة السياسية، يبدو دائما وكأنه يبحث عن تكلفة عملية انسحابه من الترشح للرئاسة وتزكية محمد مرسي في وجود المرشد، عام 2012 دون أن تقدم له الإخوان شيئا، لا عضوية في البرلمان، ولا مقعدا في الحكومة.

يحاول الأشعل الذي شغل منصبا قياديا في وزارة الخارجية المزايدة على أي إنجاز تحققه الدولة، وكلما ابتعد عن الصورة الإعلامية يعود من جديد من خلال منابر الإخوان، إما بضربات لسياسة الدولة، أو بطرح مبادرة جديدة للتسوية السياسية بين الدولة والجماعة والأذرع المتطرفة التابعة لها، معتبرا أن عزل الإخوان ليس أكثر من فوبيا سقوط الدولة وصناعة الخوف.

وعبر كتابات إنشائية تخلو من أي روشتة إصلاح يمكن اتباعها، يرى الأشعل أن مصر بحاجة إلى عقلية تتحاور وتعترف بالخطأ، وتصحح وتخضع للمراقبة والمحاسبة، دون أن يخص نفسه بما يقول.

كمال الهلباوي

كان كمال الهلباوي، القيادي الإخواني السابق، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ضمن الذين عاد إليهم البريق واللمعان السياسي بعد عزل الإخوان، خصوصا أنه كان أهم منتقديهم، ومن الذين تصدروا المشهد كاملا في ثورة 30/6.

قبل عامين، بدأ الهلباوي يفصح قليلا عن نيته في طرح مبادرات للمصالحة مع الجماعة، التي كانت ترد عليه بمزيد من السخرية الممزوجة بالعنف والتشفي منه، وكأنه بات أجيرًا ومندوبا لدى الدولة، وهي نظرة الإخوان المسمومة دائما تجاه كل من فارق معسكرها، وبدلا من العدول عن هذه الفكرة، استمر الهلباوي في الطريق الذي يبدو أنه يمنح الرجل مزيدا من البريق الذي اعتاد على التواجد فيه قبل ابتعاده عن صفوف الجماعة.

اقترح الهلباوي بعد سفره إلى لندن واستقراره هناك، تشكيل مجلس حكماء من شخصيات مصرية وقومية معروفة، من أصحاب الخبرات الكبيرة، سواء كانت مصرية أو عربية أو دولية، وضمن قائمته، أسماء مثل محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى شخصية يختارها الأزهر، وأخرى تمثل الأقباط، وغيرهم.

المثير للغرابة، أن أغلب من اقترح أسمائهم خرجوا ليرفضوا الفكرة، وأعلنوا عدم جلوسهم أو التحاور بالأساس مع الهلباوي حول ما يزعمه من مصالحات، مما وضعه في زاوية ضيقة لا تناسبه، لينتهي به الحال إلى ما انتهى إليه سعد الدين إبراهيم والأشعل.
الجريدة الرسمية