رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب فشل المصريين في الفوز بـ«نوبل» في العلوم التطبيقية باستثناء «زويل».. مصادر تؤكد: الإمكانيات التكنولوجية أهم المعوقات.. البحوث تقليدية لا ترقى للمستوى العالمي.. وتمويلها يتوقف

 الدكتور أحمد زويل
الدكتور أحمد زويل

122 عاما هو عمر جائزة نوبل، ففي ظل تلك الفترة لم يفز سوى مصري واحد بالجائزة في العلوم التطبيقية، وهو رائد الكيمياء الدكتور أحمد زويل، بعد تقديمه لأبحاث علمية مهمة وبارزة في مجال الـ«فيمتو ثانية» عام 1999، وهو ما ينذر بأزمة كبيرة يعاني منها البحث العلمي في مصر.


الفائزون عام 2018
وفي ظل التقدم العلمي للباحثين الأجانب، أعلنت الأكاديمية السويدية عن منح جائزة نوبل في الكيمياء 2018، إلى ثلاثة علماء بينهم امرأة، ذهب النصف الأول إلى فرانسيس أرنولد والنصف الآخر بالاشتراك مع جورج سميث وجريجورى وينتر، في الفيزياء.

وعن تفاصيل أبحاثهم؛ قدمت فرانسيس أرنولد، أول تطور موجه للأنزيمات، وهى بروتينات تحفز التفاعلات الكيميائية، يتم استخدام الإنزيمات الناتجة من خلال التطور الموجه لتصنيع كل شىء من الوقود الحيوي إلى المستحضرات الصيدلانية.

فيما طور جورج سميث، طريقة تعرف باسم «عرض الملتهمة»، حيث يمكن استخدام البكتيريا لتطوير بروتينات جديدة، كما طور السير جريجورى وينتر تقنية تُعرف باسم phage display، تستخدم هذه التقنية البكتيريا كحامل للمضادات الحيوية والبروتين للقضاء على الفيروسات الخطيرة، وتستخدم التقنية في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.

أسباب فشل البحوث المصرية في الحصول على «نوبل»
وتزايدت التساؤلات حول أسباب فشل البحوث المصرية في الحصول على جائزة نوبل إلا من خلال العالم المصري الدكتور أحمد زويل، فمنذ عام 2005 لم يحصل مصري واحد على الجائزة، فكان لابد من التعرف على الأسباب والوقوف عليها، لمعالجة القصور إذا وجدت، فمن أفضل الطرق للتقدم التعرف على أسباب الفشل.

البحوث المصرية تقليدية لا تقدم جديدًا
سعيد شلبي، نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي السابق، أكد ترشيح أبحاث مصرية لجائزة نوبل، ولكن تفشل في الحصول عليها، ويرجع ذلك لعدة عوامل، أبرزها أن الحصول على الجائزة يتوقف على حسب نوعية البحوث في مجالات مختلفة على مستوى العالم، فلابد أن يكون البحث مميز عما يُقَدَّم عالميا، مشيرا إلى أن البحوث المصرية تقليدية لا تقدم جديدا عن العالم أجمع، قائلًا: «لم نفعل ما فعله زويل واختراعه للفيمتو ثانية».

وأضاف «شلبي»: «كما أن الإمكانيات المادية والعقلية قد تكون ضعيفة، فضلا عن إحباط الباحثين بسبب ضعف أجهزة البحث العلمي، وضعف التمويل المقدم من الدولة لهم».

التمويل أحد أسباب عدم ترشح الأبحاث المصرية
ومن جانبه، قال ماجد الشربيني، رئيس أكاديمية البحث العلمي السابق، إن دول العالم تتبع سياسة التمويل الطويل للأبحاث والتي من المفترض أن تكون ما بين 20 إلى 30 سنة، ولكن في مصر يتوقف التمويل على 4 أو 5 سنوات فقط.

التكنولوجيا الحديثة والتمويل
وأشار «الشربيني» إلى أن استخدام التكنولوجيا الحديثة عليها عامل كبير، فمن المفترض أن يبدأ كل باحث من حيث انتهى الآخر، ولكن نظرًا لضعف الإمكانيات التكنولوجية يسافرون للخارج، ويتلقون من هناك الدعم المادي والتكنولوجي، والدليل على ذلك أن العالم زويل استغرق وقتًا طويلًا في بحثه، واستفاد من الإمكانيات الخارجية، مؤكدا أنه لابد من تغيير سياسة الدولة في التمويل، وتوفير الإمكانيات التكنولوجية، لتحقق مصر حلمها في الحصول على جائزة «نوبل».
الجريدة الرسمية