فلوس الشيخ حسان
لا يضيرنى أننى لستُ من مجاذيب الشيخ "محمد حسان"، رغم امتلاك الرجل مهارات فائقة فى الخطابة، وحلاوة الحديث، وفصل الخطاب، وأعتقد أننى لن أدخل النار، لأننى لستُ من المسبحين بحمده، هو ورفاقه، من المتكسبين بالإسلام.
ولكن أشعر بالحرج الشديد من اتهامه المتكرر من عديد من وسائل الإعلام، بالاستيلاء على ما جمعه من أموال من مصريين وثقوا فيه،عندما أطلق مبادرة لدعم اقتصاد مصر للاستغناء عن المعونة الأمريكية قبل نحو عام.
وأنزعج كثيرا، كلما تكرر الاتهام، دون "صد أو رد"، من الشيخ الملياردير، سواء عبر فضائيته الخاصة، أو المنابر الإعلامية التى تحتفى به.
وانزعاجى من اتهام "حسان" بالسطو على 100 مليون جنيه، لا ينبع من تعاطفى معه، كما أسلفتُ، ولكن حرصا على مكانة "عالم الدين"، التى اهتزت كثيرا جدا، بسبب "حسان"، ومن على شاكلته، من الذين يتعاملون مع الإسلام، باعتباره "سبوبة طرية"!
كان الشيخ محمد حسان أطلق فى وقت سابق مبادرة لدعم الاقتصاد المصرى من خلال تبرعات كل المصريين، بهدف التخلى تماما عن المعونة الأمريكية من منطلق "أن من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره"، وبالفعل تهافت المصريون على التبرع من "حر مالهم"، سواء استجابة للشيخ "حسان"، أو تعاطفا مع بلدهم المتعثر والمرتبك اقتصاديا، ولكن مرت أيام وأسابيع وشهور، ولا يعلم أحد ماذا جمع "حسان" من أموال، وهل قام بتوجيهها إلى الحكومة المصرية، أم احتفظ بها، باعتبارها غنيمة؟!
ووسط هذا الغموض، خرجت همهمات، سرعان ما تحولت إلى اتهامات صريحة للرجل بأنه استولى على تبرعات المصريين، فى مقابل صمت مريب من جانبه.
ولا أدرى لماذا يصر الرجل على عدم الرد، وتبرئة ساحته مما يلوثها من اتهام خطير ومرير، إن كان بالفعل بريئا من هذا الاتهام، ولماذا لا يدعو إلى مؤتمر صحفى، أو يصدر بيانا يكشف فيه للرأى العام ما آلت إليه مبادرته، وكم جمع منها، وأين ذهب ما جمعه، هل وجهه إلى الحكومة، أم لايزال محتفظا به، ولماذا ظل محتفظا به حتى الآن.
وباسم محبيك يا شيخ "حسان"، وأنا لستُ منهم، أرجوك، قل لنا:أين ذهبت تلك الأموال، وبرئ ساحتك، ليس احتراما لشخصك، ولكن احتراما لدين تتصدى للحديث باسمه، أرجوك يا شيخ حسان، تكلم، لأن استمرار "سكوتك"، دليل على الرضا الكامل على كل الاتهامات الموجهة إليك!