رئيس التحرير
عصام كامل

الداخلية و«فيس بوك» إيد واحدة!


خبر صغير من ثلاثة أسطر يقول إن أجهزة وزارة الداخلية تمكنت من القبض على "الفتاة الراقصة بشارع صلاح سالم"، وتقول التفاصيل المصحوبة بصورة فتاة ترقص بملابس شبه عارية فوق إحدى السيارات، وأنها رقصت بشكل غير لائق فجر أمس، وثبت أنها وصديقها كانا عائدين من حفلة "سكر" وأن عددا من صفحات شبكات التواصل الاجتماعي تداولت الصورة مما استدعى الداخلية التحقيق في الأمر!


إذن الواقعة صحيحة.. ونعم التواصل الاجتماعي انتقد ما جرى.. وفعلا الداخلية اعتبرته بلاغا وفحصت الصور وربما تم تكبيرها لمعرفة أرقام السيارة أو معرفة مكان الصورة للرجوع للكاميرات الموجودة بطريق صلاح سالم الممتد لمسافة طويلة جدا.. أو بأي طريقة أخرى تمكنت الداخلية من معرفة الفتاة وصديقها وتم معرفة المكان الذي سهروا به، وتم القبض عليهما وتحويلهما إلى جهات التحقيق!

بالطبع يعنينا اهتمام وزارة الداخلية بالأمر واحترامها لمشاعر الناس وتقديرها لما ينشر على شبكات التواصل، وبالتالي تثبت باليقين أنها ليست على خصومة مع نشطائه اذ انها الواقعة الثانية خلال يومين بعد واقعة ضابط كوبري 6 أكتوبر، وما قيل عن اعتدائه على سائق أجرة..

وإنما خلاف الداخلية مع الخارجين منهم على قيم المصريين وقوانين مجتمعهم... كذلك يعنينا جدا إيجابية الكثيرين على التواصل الاجتماعي ليس فقط من نشروا وإنما أيضا من التقطوا الواقعة ازعجتهم وصورها ونشروها.. وساهموا في التوصل الخارجين عن القانون ليس فقط للرقص وإتيان أفعال خارجة عن قيم المجتمع ومسخرة لها أن تتوقف، وآن الأوان للتصدي لها ووقفها وإلا تفكك المجتمع كله وإنما أيضا للقيادة في حالة سكر وتعريض أرواح الآخرين للخطر!

لا تتركوا سلبية الا وسجلوها وصورها وأبلغوها للمسئولين وللمختصين بشرط أن تكون حقيقية ولأسباب عامة وليست خاصة، ومن معسكر الوطن وليس من معسكر الاعداء والاشرار.. هذا واجب كل مواطن.. ولو فعلنا ذلك جميعا دون تردد ودون خوف، ولو فعلت كل الوزارات كما فعلت وزارة الداخلية لتغيرت أمور كثيرة.
الجريدة الرسمية