الذبابة البيضاء.. المتهم الرئيسي في أزمة تلف زراعات الطماطم
زادت أزمة بذور الطماطم 023 المصابة بفيروس تجعد الأوراق غموضا، بعد أن تفرقت المسئولية بين عدة جهات داخل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وسط غياب معلومات كاملة حول الأسباب الحقيقية لتلف زراعات الطماطم في 6 آلاف فدان بسبب الإصابة بالفيروس، وسبب انتشاره بشكل واسع، وتسبب ذلك في نقص المعروض من المحصول في السوق وارتفاع أسعاره.
وقالت مصادر بمركز البحوث الزراعية إن الإصابة بفيروس تجعد الأوراق الذي ضرب زراعات الطماطم خلال الفترة الأخيرة، ظهر في مصر بداية التسعينيات ودمر عروات الطماطم في الفترة من 1991 إلى 1993، موضحة أن وزارة الزراعة ممثلة في مركز البحوث الزراعية كانت شريكة في مشروع بحثي مع الجانب الهولندي في منطقة طاميا بالفيوم التي كانت الأشد تضررا من انتشار فيروس تجعد الأوراق وقتها.
طماطم مصابة بفيرس تجعد الأوراق
وأوضحت المصادر أن نتائج العمل في هذا المشروع أثبتت أن فيروس تجعد الأوراق ينتقل إلى النباتات عن طريق وسيط هو حشرة الذبابة البيضاء، وهي الناقل الرئيسي لهذا الفيروس الذي يحتاج إلى فترة حضانة داخل أجهزة الذبابة بين 24 : 72 ساعة حتى تبدأ في إفراز الإصابة في الحقول، وتظهر بوادر المرض على الأوراق السفلية من النبات أولا، مشيرة إلى أن فيروس تجعد الأوراق قد يصيب البذور خارجيا فقط ويمكن القضاء عليه بالمعاملات الخاصة بذلك كالتبخير، لكن البذور لا تنشر المرض بالشكل الذي ظهر مؤخرا، وأن ذلك يحتاج إلى الوسيط الناقل للفيروس وهو حشرة الذبابة البيضاء التي تنقل كل أنواع فيروسات تجعد الأوراق.
وكشفت المصادر أنه خلال فترة التسعينيات انتشر الفيروس في مصر ما استدعى استقدام تكنولوجيا مكافحة الذبابة البيضاء الناقلة لفيروس التجعد من الخارج، موضحة أن شحنات البذور الواردة من الخارج لا يتم تحليلها بالنسبة لفيروس تجعد الأوراق بسبب أن الفيروس لا ينتقل بالبذرة في الأصل، وبالتالي تحصل على شهادة الاعتماد بالخلو منه، والأمر أيضا في البطاطس التي ينتقل فيها فيروس تجعد الأوراق من خلال حشرة أخرى.
وطالبت بضرورة إجراء مسح شامل من خلال الجهات المعنية بوزارة الزراعة في مساحتة 5 كيلومترات مربعة في محيط المنطقة التي شهدت أول الإصابات الشديدة بالفيروس لبيان مكان ظهوره وسبب انتشاره للتأكد من تحور الفيروس من عدمه.
من جانبه، قال مصدر مسئول بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إن اعتبار حشرة الذبابة البيضاء هي الناقل الوحيد لفيروس تجعد الأوراق كان أمرا ثابتا حتى عام 2015، لكن خلال عامي 2016 و2017 ظهرت أبحاث علمية منشورة في مجلات علمية كبيرة، تؤكد أن سلوك فيروس تجعد الأوراق تغير، وأصبح ينتقل من خلال البذور، وبالتالي فنحن نعمل على تقصي هذا الأمر من خلال تحليل عينات البذور التي ترد خلال الفترة المقبلة، إلى جانب البدء في إجراء دراسات بمعهد بحوث أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية للتأكد من نتائج تلك الأبحاث.
ووفقا للمعلومات الواردة على موقع الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فإن الذبابة البيضاء تعد سببا في نقل فيروس تجعد واصفرار أوراق الطماطم المعروف بـ"tomato yellow leaf curl"، وأن الإصابة تحدث على السطح السفلى للأوراق، وتقوم الحشرة بامتصاص العصارة النباتية للتغذية مما يؤدي إلى تحول لون الأوراق إلى الأصفر وتتجعد الأوراق.
المعلومات المتاحة على الموقع أوضحت أن حشرة الذبابة البيضاء من نوع "B.tabaci" تنقل العديد من الأمراض الفيروسية "نحو ثلاثين مرض أو أكثر خلال عملية تغذية اليرقات والحشرات الكاملة على نباتات مصابة" وتستغرق عملية انتشار العدوى من النباتات البرية المريضة إلى النباتات الحساسة من بضع دقائق حتى عدة ساعات.