رئيس التحرير
عصام كامل

قاضي «فض رابعة»: الشعب استشعر مؤامرة الإخوان لتفكيك الدولة

المستشار حسن فريد
المستشار حسن فريد

أكد المستشار حسن فريد، رئيس محكمة جنايات القاهرة، في أسباب حكمه في القضية المعروفة إعلاميا بـ"فض اعتصام رابعة العدوية"، أن القضاء على الإرهاب يتسم بالرقي بالثقافة والتنوير ورفع الحالة الاجتماعية للمجتمع وتحسين الظروف المعيشية وتغيير الخطاب الحاضن للإرهاب.


وقال في حيثيات حكمه على مرشد الإخوان محمد بديع و738 متهمًا: "ستبـقـى الـدولة المـصرية خـالـدة رغــم هـــذه المؤامرات.. ســيواصـل شعبها التحدي والصمود والصبر على الابتلاء وتحمل الأزمات حائط صد لكل فكر إرهابي مدمر، قصد من ذلك زعزعة أمن واستقرار البلاد وإذلال العباد وتوجيه رسالة للخارج أن مصر غير مستقرة وغير آمنة.. إن مصر لن تخذل أبدآ ولن تركع إلا لله، فهي ذات ثوابت لا يعرفها إلا من قرأ تاريخها، فلها أرضا فريدة ولها جيش جسور من أبناء هذا الشعب، ليسوا من المرتزقة يدافعوا عن الوطن والشعب الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم "إن فتحتم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض".

وأضاف فريد: "لها شرطة قوية تحمي الشعب وتدافع عنه في الداخل، وأن الجيش والشرطة من نسيج هذا الشعب ومن أبناء هذا الوطن يشربون من نيلة ويأكلون من أرضه ويعيشون وسط إخوانهم فلا يمكن زعزعتها أو الدخول فيما بينهم أو تفرقة صفوفهم، فهم من أبناء الشعب الواحد لا يمكن تفرقتهم أو النيل منهم بالانشقاق والخصومات أو الصراعات الطائفية، وله تقاليد صارمة أشد ما تكون الصرامة وله أحاسيس فياضة رفيعة متحدين وحدة وطنية واحدة".

وتابع القاضي: "إلا انـهم (جمـاعة الإخـوان) وبـعـد أيام قليلة مـن ثورة 25 ينـاير لعام 2011 وبالتحديد في 28 يناير 2011 هيمنت وسيطرت جماعة الإخوان المسلمين ومناصريهم ومناوئيهم ومواليهم على الثورة سالفة الذكر لتنتهي المطالبات السلمية للشعب المصري بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لتبدأ مرحلة من الحراك والقتل وتخريب البنية الأساسية للدولة من الممتلكات العامة والخاصة، وذلك بعصر ذلك اليوم سالف البيان وفي فترة زمنية لا تتعدى السويعات احترق تسعون قسما للشرطة وتحولت الثورة السلمية لموجات عارمة من الفوضى وزعزعة الأمن والمظاهرات الدامية والمطالبات الفئوية لهدم مؤسسات الدولة وكان لهم ما أرادوا، ولم يكن يحلم أكثر المتفائلين من جماعة الإخوان المسلمين أن يصل أحد أعضاء تلك الجماعة سالفة الذكر إلى كرسي حكم مصر إلا أنه وبعد ثورة 25 يناير، الحلم المستحيل تحقق بالفعل، ووصل أحد أعضاء الجماعة محمد مرسي إلى الحكم بعد أن كان مسجونا في آخر أيام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فـقد فوضهـم (جماعـة الإخـوان) الشـعب المـصري لحـكم البلاد تحت ستار الدين إلا أنهم بممارستهم العنيفة وعدم الخبرة والحنكة السياسية في إدارة الدولة المصرية واستعدادهم للتفريط في أرض الوطن وتعاونهم مع الإرهاب بل والإفراج عن الإرهابيين ومحاولتهم الدءوبة لجمع السلطات للمقربين والمناوئين لهم من غير المؤهلين ممن يتمتعون منهم بالسمع والطاعة للجماعة لإدارة البلاد وإقصاء الآخرين".

وأوضح: "واستشعر الشعب المصري بالمؤامرة التي دبرتها جماعة الإخوان في الخفاء لتفكيك الدولة المصرية وهدم الحضارة الإنسانية فارتفع صوت الشعب المصري من أجل الحرية استلهم روح الوطنية وساروا على الدرب من أجل كل التحديات معلنا رفضهم لكل المؤامرات وكسر حاجز الخوف وشعر المصريين بالعزة وقدرتهم على التغيير، ولم تدم لهم (جماعة الإخوان) كثيرا وسقط حكمهم بعد عام واحد ليعود محمد مرسي إلى السجن مرة ثانية، يخطئ من لا يرى أن مصر تقود حربا حقيقية على ما يمكن أن يوصف أنه إرهاب دولي منظم، تدعمه دول أو جهات بعينها بقصد إضعاف دور مصر الإقليمي وإفشال مساعيها في الانتقال للاستقرار والديمقراطية والتقدم والازدهار".

وأشار القاضى إلى أن الصــرخة الإنسـانيـة المـدويـة التـي أطلقتها دول عــديـدة التــي كانت تسعى مع الدولة المصرية لنزع فتيل المواجهة سلميا التي لم يستجيب إليها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتشددة والموالية لهم لفقدانهم النظر والبصيرة والرشد والصواب وساروا يدسون الدسائس من الباطل لإحداث حالة من الجدل والبلبلة والانفلات الأمني والأخلاقى غير ملزمين غير عابئين بعواقب الأحداث ومخالفين ما ورد بالقرآن الكريم والسنة النبوية ولم يراعوا أصول الاستنباط الصحيح والسليم منهما وذلك لخدمة مصالحهم وأهوائهم ومطامعهم الشخصية سواء كانت ذات أجندات داخلية أو خارجية.

وقضت المحكمة بالإعدام شنقا لصفوت حجازي ومحمد البلتاجي وعصام العريان وعبد الرحمن البر وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وعمر زكي و68 آخرين، والمؤبد لمحمد بديع وعصام سلطان وباسم عودة و43 آخرين، والمشدد 15 سنة ضد 374 متهما، والسجن 10 سنوات مشدد لأسامة نجل المعزول محمد مرسي، و10 سنوات لـ22 متهم حدث، والسجن 5 سنوات ضد 215 متهما بينهم المصور الصحفي محمود شوكان، وانقضاء الدعوى ضد 5 متهمين لوفاتهم.
الجريدة الرسمية