حرق السياحة
تتحرك وزيرة السياحة بوعي في عدد من الملفات الأكثر أهمية منذ توليها منصبها وقد أثبتت أنها قادرة على استيعاب مشكلات وهموم قطاع السياحة والتحرك وفق خطوات مدروسة ويبدو أن تحركاتها قد بدأت تؤتي ثمارها حيث تشير الدلائل إلى أن موسم الشتاء القادم سيكون أفضل من غيره خلال الفترة الماضية.
ورغم أن هذا القطاع يعتمد في أغلبه على رأس المال الخاص فإن تطابق الخطوات الرسمية مع أصحاب الشأن قد يؤدى إلى نتائج أكثر نجاحا خاصة فيما يرتبط بممارسات البعض غير المسئولة في القطاع السياحى، ونخص بالذكر قضية حرق الأسعار، وهو ما يعنى أن هناك منشآت سياحية تبيع المنتج السياحى المصرى رغم تفرده بأسعار زهيدة تؤدى في النهاية إلى انخفاض مستوى الكفاءة والجودة سواء في الخدمات المقدمة أو المنتج ذاته.
أدت ظاهرة حرق الأسعار إلى خسائر فادحة بسبب انخفاض الجودة سواء في الطعام أو الخدمات المقدمة كما أدت إلى شبه خروج لبعض المنشآت التي لا تزال تحاول الحفاظ على المنتج السياحي المصري وفق شروط جودة لا يمكن الهبوط بها والتضحية بالقطاع كله كما أدت إلى ظهور صورة ذهنية خطيرة عن المنتج السياحى.. صحيح واجه الوزير فؤاد سلطان هذه الظاهرة أيامه بقرارات ملزمة غير أن الوضع تغير تماما ولا تستطيع الوزيرة الحالية اتخاذ نفس الخطوات.
غير أن الخبراء يرون أن مناقشة موضوعية بين ممثلي الغرف السياحية والفندقية والوزارة يمكن أن يؤدي إلى حوار هادف لمواجهة هذه الظاهرة ووضع حد أدنى للنزول بالأسعار إذ لا يمكن تصور أن تبيع بعض المنشآت الليلة السياحية بخمسة عشر دولارا، حيث لا يمكن تصور ما سوف تؤدى إليه هذه الظاهرة الخطيرة إضافة إلى ضرورة تحرك القطاع نفسه من خلال أدواته للحيلولة ضد استمرار الوضع الراهن.
أعتقد أن الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط يمكنها اقتحام هذا الملف بتحرك سريع يحمي صناعة وطنية تستعيد عافيتها الآن ولا يمكن أن تترك هكذا لبعض السذج يضحون بها وبسمعتها الدولية.