رئيس التحرير
عصام كامل

في يوم الصحة النفسية العالمي.. جرائم ضد المرضى النفسيين.. سحل فتاة تلقى الحجارة على الأهالي.. تقييد مريض في عمود بالدقهلية.. «علقة ساخنة» لآخر في البدرشين.. و«الصبغ»: وقائع مستمرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

المرض النفسي مثله مثل العضوي، نتيجة توصل إليها العالم بعد كثير من المضايقات التي يتعرض لها يوميًا المرضى النفسيون، ولم تقف جهود المجتمع الدولي عند ذلك الحد، بل حددوا 10 أكتوبر يوما للصحة النفسية على المستوى العالمي، والذي يحمل شعار نشر الوعي بقضايا الصحة النفسية ومعاناة المرضى النفسيين.


وكان أول الاحتفالات في عام 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهي منظمة دولية للصحة النفسية مع أعضاء وشركاء في أكثر من 150 بلدا. في بعض البلدان مثل هذا اليوم هو جزء من عملية أكبر لأسبوع التوعية بمرض نفسي.

وبالتزامن مع ذلك ترصد «فيتو» معاناة المرضى النفسيين في مصر خلال الأشهر الماضية.

إحصائيات
وآخر ما توصل له بحث قامت به الأمانة العامة للصحة النفسية في مصر، بالتعاون مع منظمات دولية مختلفة، والذي كشف عن نسب وأعداد ربما لا تكون دقيقة بالكامل، بسبب عدم تبليغ الكثيرين عن أمراضهم النفسية، ولكنها تعتبر مقاربة جدا للواقع، بأن نسبة انتشار الأمراض النفسية بين البالغين من سن 18 إلى 64 سنة من 10 إلى 12% بمتوسط عدد السكان، ما يقرب من 8 ملايين شخص يعانى من مرض نفسي في مصر، منهم من يتم حجزه ومنهم من لا يحتاج إلا للتردد على العيادات والمتابعة مع الطبيب.

فتاة التروسيكل
وآخر المضايقات كان ما تم نشره في كافة مواقع التواصل الاجتماعي من صورة لسائق يربط فتاة في تروسيكل، وحوله مواطنون يحاولون تخليصها منه، وذلك بالقرب من مجمع المطاعم.

وتوصلت مديرية أمن محافظة بورسعيد، برئاسة اللواء هشام خطاب لتفاصيل الصورة، واستدعت مباحث قسم شرطة المناخ، برئاسة الرائد محمد شاتيلا، الشاب صاحب التروسيكل، الذي أفاد بأن الفتاة تلقى الحجارة على المارة في الشارع، فأمسك بها وحاول تسليمها لقسم الشرطة، لكن المارة في الشارع رفضوا ذلك وفكوا رباطها وتركوها تذهب، وأيد عدد من شهود الواقعة أقوال السائق، واكتشفوا أن الفتاة مريضة نفسية.

ضحية الدقهلية
قصة شبيهة بذلك حدثت في أبريل الماضي، حيث اعتدي الأهالي في الدقهلية على مريض نفسي بضربه، وتقييده بعمود إنارة، بادعاء محاولته اختطاف أحد أطفال القرية وتهديده بمطواة كانت بحوزته.

وبعدما تمكن ضباط مباحث مركز تمي الأمديد من تخليصه من الأهالي، وبمناقشته بديوان القسم تبين عدم قدرته على النطق لمعاناته من مرض ذهني، وبالعرض على النيابة العامة طلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وأكدت معاناته من مرض ذهني، وقررت النيابة إخلاء سبيله.

مريض البدرشين
وفي قصة أخري لضحايا المرض النفسي مع المارة في الشارع، في نوفمبر من العام الماضي رصد عدد من أهالي قرية سقارة بالبدرشين، أحد الغرباء يتجول بالشارع ما أثار حفيظتهم، خاصة بعد انتشار حوادث خطف الأطفال.

لاحظ الأهالي تحركاته ووقوفه أمام حضانة أطفال، واقترابه من طفلتين أثناء لهوهما بالشارع وتحدثه معهما، ثم أخرج عبوة من ملابسه تشبه الإسبراى، فاعتقدوا أنه يحاول تخدير الطفلتين تمهيدا لاختطافهما، فحاصروه وضبطوه، ثم اعتدوا عليه بالضرب، ولقنوه علقة ساخنة مما أسفر عن إصابته بجروح وكدمات متفرقة بأنحاء جسده، ثم سلموه لنقطة شرطة سقارة، ليكتشف رجال المباحث أن الشخص المضبوط مريض نفسيا، ويتلقى العلاج بمستشفى لعلاج الأمراض النفسية.

الرأي النفسي
وعقب «ماهر الصبغ» أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية على تلك الوقائع: إن أبعاد المرض النفسي كثيرة جدا، مؤكدًا أنه من المستحيل أن يستطيع الأهالي التفرقة بين المريض النفسي والشخص العادي، فليس هناك أعراض معينة للمرض النفسي، منوها  أن الأغلبية العظمى من المرضي النفسيين غير عدوانيين، قائلا «سنظل طوال عمرنا نعاني من مثل تلك الوقائع».
الجريدة الرسمية