رئيس التحرير
عصام كامل

«يعطيك العافية» يا شعب!


كان المصريون قبل سنوات يذهبون إلى المستشفيات العامة فلا يجدون الحقن ولا القطن ولا الشاش ولا الأربطة الطبية وتطالبهم إدارات المستشفيات بالذهاب إلى أقرب صيدلية للعودة بها.. إن أرادوا العلاج!


كانت نسب الإصابة بفيروسات الكبد المزمنة في تصاعد.. كثيرة هي احتمالات الأسباب.. التلوث.. الصرف الصناعي في النيل وغيرها.. ويوما بعد يوم احتلت مصر بكل أسي مركزا متقدما في قائمة الدول الأكثر إصابة بالمرض يقال إنه المركز الأول بينما انحصرت ميزانية العلاج المجاني في نظام "العلاج على نفقة الدولة". 

أشهد على كم الجهد الذي يبذل لحصول الغلابة عليه.. لا بد من تدخل النافذين لتوفيره للمواطن البسيط.. نائب في البرلمان أو مسئول مهم وفي الأخير يكون حظ المريض في المبلغ المرصود أقل بكثير من العلاج المطلوب لإتمام الشفاء.. كيف ذلك؟ لماذا ذلك؟ هو كده!

اليوم يعيد الكسب غير المشروع عشرات المليارات التي نهبت وقبل أن تعود كاملة يتبدل الحال وتتصدر مصر العالم في قائمة الدول الأكثر نجاحا في التخلص من فيروس سي بل ويتحول الأمر إلى نوع من أنواع السياحة الخاصة بالعلاج هنا في مصر من المرض.. وتتدخل الرقابة الإدارية لضبط قوائم الانتظار حتى لا يتغول الأقوياء على الضعفاء ويسبقونهم في الدور بشكل غير مشروع ويتطور الأمر أكثر فأكثر حتى أن لجان فحص المصريين من المرض ذهبت للقري الأكثر فقرا. 

وأنقذت قرى كاملة منه.. واليوم تتطور الجهود أكثر وأكثر حتى إن قوافل الفحص تذهب للمصريين اليوم في أماكنهم ومقراتهم السكنية والوظيفية ضمن خطة شاملة لفحص المصريين من الفيروس وأضيف إليها أمراض الضغط والسكر ويصرف العلاج لغير القادرين مجانا!

الآن نتساءل وبطريقة حجاب المحاكم ونقول: أين هؤلاء وهم بالترتيب:
أهل البجاحة من أنصار النظام الأسبق؟ كل من هاجموا ارتفاع أسعار العلاج -وقد انتقدنا معهم بالمناسبة- واليوم يتجاهلون ما يجري ولا كأنهم يرونه؟ أين من كانوا يصرخون من تلوث النيل بسبب إهمال السنوات الطويلة السابقة وقد أزيلت من جوانبه حتى اللحظة تسعون ألف مخالفة؟!
اختفى كل هؤلاء!
الجريدة الرسمية