رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال اللعين.. «مصيلحي» وأعطال السيستم!


اعتراف رئيس الوزراء ووزرائه بين الحين والآخر بوجود إهمال تجلت إحدى صوره الصارخة في فاجعة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم الذي راح ضحيته 3 مواطنين وعشرات المصابين.. وهي الواقعة التي تتكرر بصور وشخوص مختلفين في مواقع أخرى، بسبب إهمال لعين ترك الأجهزة بلا صيانة.. ويتحتم على الحكومة أن تخرج لتعلن على الرأي العام إستراتيجيتها أو خطتها لإصلاح جهازها الإداري الذي يشوب أغلبه إهمال وفساد وبيروقراطية عقيمة طاردة للإنجاز، ومعادية للتطور، تتلذذ بتعذيب المواطن لدى اقترابه منها لقضاء مصالحه..


وهناك أمثلة وشواهد عديدة صارخة لمعاناة المواطن البسيط الذي يضعه الرئيس السيسي في صدارة اهتماماته دائما، طالبًا تخفيف العبء عنه رحمة به لكن بعض أجهزة الحكومة وموظفيها يفعلون نقيض ذلك تمامًا.. فهذه طوابير تحديث بطاقات التموين تقول إن ثمة حلقة مفقودة في تعامل الحكومة مع المواطن..

فرغم إعلان الوزارة عن وجود موقع إلكتروني يمكن للمواطن التعامل معه مباشرة ودون واسطة لإدخال وتعديل وتحديث البيانات التموينية لكن الواقع يقول إن الموقع لا يعمل بالكفاءة المطلوبة مما يجعل المواطن يلجأ لمكاتب التموين شاكيًا سوء الخدمة الإلكترونية.. لكن بعض موظفي تلك المكاتب وبدلا من التجاوب مع شكوى المواطن، وهي بالمناسبة شكاوى جماعية تعيده إلى نقطة الصفر بدعوته إلى اللجوء لـ"السايبر"..

وما أدراك ما السايبر!! ليجد المواطن نفسه في دائرة جهنمية لا تنتهي من المعاناة..أما عن المنظر أمام مكاتب التموين فحدث ولا حرج.. فالموظف يقعد خلف شبابيك حديدية تجعل مهمة التواصل الآدمي مع المواطن شبه مستحيلة في ظل غياب فرق التفتيش والرقابة.. حيث لا يجد المواطن من ينصفه أو يريح قلبه المتعب إذا غضب منه أو ضاق به موظف "التموين" وأغلق الشباك في وجهه.. وما أكثر ما يضيق الموظفون بالمواطن الكادح..

فلمن يلجأ المواطن ولمن يشكو.. ثم إذا كانت وزارة التموين قد اتخذت قرارًا جريئًا بترك النظام الورقي العقيم إلى النظام الإلكتروني في خطوة إيجابية تحسب لها فلم التأخير في إنجاز إجراءات استخراج بدل الفاقد أو التالف من بطاقات التموين والتي قد تستغرق أسابيع أو شهورًا وكذلك إجراءات النقل أو التحويل من محافظة لأخرى..

وأين يذهب رصيد تلك البطاقات التي لا يصرف أصحابها لا خبزا ولا نقاط خبز ولا تموينًا في تلك الفترة (الضائعة).. هل تعود لخزانة الدولة أم إلى المجهول.. ولماذا كل هذا الروتين وتعطيل مصالح الناس الغلابة مستحقي الدعم والمساعدة باعتراف الحكومة نفسها؟!.. وما رأي الدكتور على مصيلحي وزير التموين في كثرة أعطال السيستم؟!
الجريدة الرسمية