رئيس التحرير
عصام كامل

نحن وروسيا


كشف وزير الخارجية المصري بعد لقاء جمعه مع وزير الخارجية الروسي في نيويورك أنه يتم الآن الترتيب لزيارة يقوم بها الرئيس السيسي لموسكو.. والملفت للانتباه أن هذا الإعلان جاء في أعقاب ذلك الاجتماع الذي ضم وزير الخارجية الأمريكي مع وزراء خارجية دول الخليج والأردن ومصر لمناقشة اقتراح ترامب بإنشاء حلف إستراتيجي يجمع كل هذه الدول.


ولعلها رسالة مصرية واضحة للأمريكان قبل الروس، بأننا دولة منفتحة على الجميع، ومهتمة بإقامة علاقات طيبة مع الكل، وعلاقتها بدولة مهما كانت قوتها ونفوذها الدولي لن يكون على حساب دولة أخرى، وأننا لا نُناور بعلاقاتنا الخارجية مع الدول.. نقترب من هذه بعض الوقت، ثم نبتعد عنها لنقترب بأخرى بعض الوقت.. وأننا نمد أيدينا للجميع، ولعلاقاتنا الخارجية على الأساس الذي يخدم مصالحنا وأمننا القومي.

كما أننا نعتمد قاعدة مهمة في علاقاتنا الدولية، هي عدم التدخل في شئون الآخرين، وعدم القبول بتدخل الآخرين في سوءتنا، لأننا نحرص على استقلال قرارنا وارادتنا.. ومن يرتضي هذه القاعدة سوف نمضي في علاقاتنا معه قدما إلى الأمام، ومن يخرق هذه القاعدة سنقول له قف، وسوف تتضرر علاقاتنا به.

وبالنسبة لعلاقاتنا مع روسيا فإننا لدينا الكثير مما يجمعنا، حتى ولو كان الروس تأخروا في عودة الرحلات الجوية إلى مدينتي شرم والغردقة، وبالتالي عطلوا عودة السياحة الروسية لنا.. فهم شريك اقتصادي مهم الآن، ويتولون إنشاء أول محطة نووية لنا في الضبعة، فضلا عن أنهم شريك عسكري مهم أيضا وأحد المصادر الأساسية لتسليح جيشنا، وهم طرف مهم في العديد من القضايا التي تهمنا بدءا من القضية الفلسطينية ومرورا بالقضية السورية، والقضية الليبية، حتى قضية الحرب ضد الإرهاب.
الجريدة الرسمية