انتحال صفة مؤرخ!
كيف نحارب غش السلع الغذائية والكهربائية ونترك مزيفي تاريخ البلاد يفعلون ما يريدون؟ كيف يمكن أن يكون إضافة مواد حافظة للألبان مثلا يختلف العلماء على نسبة ضررها ونترك من يحول انتصارات الشعب والجيش إلى هزائم والهزائم إلى انتصارات؟ كيف يمكن اعتبار أن قروشًا زائدة في بعض السلع جريمة يجوز تحويل صاحبها للنيابة ومن ثم محاكمته ونترك من يؤلفون قصصًا وحواديت ما أنزل الله بها ويحجبون في لقاءاتهم وبرامجهم المعلومات الحقيقية على الناس ودون رادع ولا وازع لا من ضمير ولا من قانون ولا من رقابة من أي جهة؟!
بعضهم حصل على مساحات في بعض الفضائيات وبعض الصحف، لكن كيف لهم أن يزعمون قدرتهم على التأريخ وتحليل الوقائع التاريخية والتجرؤ على نقل الكثير منها من رؤى الأعداء وروايتها على المصريين نقلا عن هؤلاء الأعادي؟
أليس هناك رقابة تمنع ذلك؟ أليس للتاريخ جهة تحافظ عليه وتمنع الدخلاء من الزعم والادعاء بامتلاك مؤهلات الحديث عنه وفيه؟.. وإن كانت لا توجد جهة حكومية رسمية تفعل ذلك فلماذا لا تقوم به "الجمعية التاريخية المصرية"؟.. وإن كان القانون لا يمنحها الحق فلماذا لا تنتزعه؟
ألا يستحق تاريخ بلادنا النضال من أجله؟ ألا يستحق وعي الأجيال الجديدة أن نناضل من أجلهم؟ ما هذه الفوضى الشاملة؟ هذا مدعي علم المصريات بلا أي مؤهلات ولا دراسات، وتلك مدعية صفة مؤرخة عظيمة فخيمة ولم تحصل حتى على دورة واحدة وليس حتى شهادة عليا أو دنيا في التاريخ؟!
مصر وتاريخها وشعبها ووعي أبنائها يستحقون.. فتدخلوا الآن وفورا.. حجم التدني في الوعي يكفي لتدخل كل الجهات في الحال!