رئيس التحرير
عصام كامل

العدو الأخطر على الدولة والمواطن والمستقبل!


كم رجوت لو تُبادر جهة بحثية أو علمية بإجراء إحصاء دقيق لما خسرته مصر جراء الإهمال البشري الذي فاق كل تصور.. لنرى كيف كان الإهمال ولا يزال عدوانًا غاشمًا على الدولة والمواطن والمستقبل.. ولنُدرك كيف أن الإهمال والفساد فاقا في خطورتهما وتبعاتهما ضراوة الإرهاب.. وثلاثتهم عدو للتقدم والتنمية اللذين يصبح الحديث عنهما في ظل تعافي ثالوث الخطر وإمساكه بتلابيب المصريين عبثًا لا طائل منه.


وإذا كان صحيحًا أن هناك بلاغات أمام جهات التحقيق بالمئات ترصد أو تشكو وقائع إهمال بمستندات موثقة فإن السؤال: إذا كان المعلن من أرقام الفساد بهذا الحجم المخيف فكيف بالمسكوت عنه.. وإذا كان حجم ضحايا الإهمال يفوق ضحايا الإرهاب وربما الحروب فكيف يغمض لنا جفن، مطمئنين لا نبحث عن رادع له.

ورغم مآخذ البعض على الحكومات المتعاقبة في عهد الرئيس السيسي فإنه لا أحد ينكر أنها مجتمعة حققت إنجازات ملموسة في ملفات مهمة عديدة.. فها هو الأمن قد عاد بدرجة يشعر بها المواطن الذي بات آمنًا في سربه، ينام قرير العين مطمئنًا إلى أن عين الأمن ساهرة تحميه وأن للوطن درعًا وسيفًا يذود عن حدوده ويدافع عن حياته ووجوده..

وثمة تضحيات غالية يدفعها أبناء الجيش والشرطة بكل ثبات ورضا حتى يعيش الوطن آمنًا مطمئنًا.. واختفت طوابير الخبز وضحاياه ونقص إمدادات الطاقة من غاز وبنزين وسولار.. وحققت الكهرباء فائضًا بعد انقطاع للتيار دام سنين عديدة وتجاوزت مصر محنة الظلام الدامس الذي كان يتهددها ليل نهار..

وتزداد الأزمة كلما اشتد الحر وازداد الإقبال على التكييف والمراوح في أشهر الصيف.. ناهيك عما حققته تلك الحكومات من إنجازات في قطاع الإسكان لا سيما الاجتماعي منه.. واكتشافات الغاز التي تمثل طفرة تنقل مصر من الاستيراد إلى التصدير وتَجلب العملة الصعبة.. بخلاف قناة السويس الجديدة التي تمثل شريانًا جديدًا للعالم كله، وإضافة حقيقية في مجال النقل والاقتصاد.

أما عودة الدور المصري القوي في محيطه الدولي والإقليمي فيرجع الفضل فيه لجهود الرئيس وجولاته الخارجية ويقظة قواتنا المسلحة التي لا تتوانى عن تعزيز وسائل الردع ومواطن القوة للدولة المصرية في مواجهة مخاطر وتهديدات لم تعد خافية.

والقادم أفضل بإذن الله بعد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تحمل الشعب تبعاته وما زال وينتظر أن يجني ثماره قريبًا.
الجريدة الرسمية